الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[وجوب استماع الخطبة]

صفحة 47 - الجزء 2

  قال المؤيد بالله #: وروى أنه أول من جمَّع وهو في أصول الأحكام والشفا.

  وفيه أيضاً: وروي عن عبد الرحمن عن كعب بن مالك عن أبيه أنه قال «إن سعد بن زرارة أول من جَمّع بنا في حرة بني بياضة» وهو في أصول الأحكام.

  وفيه أيضاً عن ابن عباس «أول جمعه جمعت في الإسلام بجواثا، قرية من قرى البحرين، وهو في أصول الأحكام.

  وفي تخريج البحر لابن بهران أن النبي ÷ «لما قدم المدينة مها جرًا نزل قبا على بني عمرو بن عوف، وقام بها يوم الإثنين، والثلاثاء وإلاربعاء، والخميس، وأسس مسجدهم، ثم خرج يوم الجمعة عامدًا إلى المدينة فأدركته الجمعة في بني سالم بن عوف في بطن وادِ لهم فصلي الجمعة، فكانت أول جمعة جمعها رسول الله ÷» وهكذا في بعض كتب السيرة.

  وقال في التلخيص: وروى البيهقي في المعرفة عن مغازي ابن إسحاق و موسي بن عقبة أن النبي ÷ «حين ركب من بني عمرو بن عوف في هجرته إلى المدينة مرّ على بني سالم، وهي قرية بين قبا والمدينة، فأدركته الجمعة فصلى فيهم الجمعة وكانت أول جمعة صلاها حين قدم» انتهى.

[وجوب استماع الخطبة]

  وفي البرهان للإمام أبي الفتح الديلمي # في تفسير قوله تعالى {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا}⁣[الجمعة: ١١] قال «إن رسول الله ÷ كان في الخطبة فأقبلت عير فأخذ الناس يهرعون⁣(⁣١) إليها فلم يبق مع رسول الله ÷ إلا ثلاثة رجال فأنزل الله هذه الآية» وقيل: إن رسول الله ÷ قال: «والذي نفسي بيده لو ابتدروها حتى لا يبقى معي أحد لسال الوادي عليهم نارا».


(١) إلهرع محركة وكغراب مشي في اضطراب وسرعة وأقبل يهرع بالضم وفي التنزيل يهرعون إليه وأهرع مجهولًا فهو مهرع يرعد من غضب أو ضعف أو خوف وفيه وأهرع أسرع، والقوم رماحهم أسرعوها انتهى من القاموس.