الثالث: القيام
  وأخرج الحاكم عن طارق بن شهاب قال قال عبد الله بن مسعود: إنكم في زمان القائل فيه بالحق خير من الصامت والقائم فيه خير من القاعد وأن بعد كم زماناً الصامت فيه خير من الناطق والقاعد فيه خير من القائم فقال. رجل يا أبا عبد الرحمن كيف يكون أمرٌ من أخذ به اليوم كان هدى ومن أخذ به بعد اليوم كان ضلالة؟ قال قد فعلتموه اعتبروا ذلك برجلين مَرَّا بقوم يعملون بالمعاصي فأنكرا كلاها أو صمت أحدهما فسلم وتكلم الآخر فقال إنكم تفعلون وتفعلون فأخذوه وذهبوا به إلى ذي سلطانهم فلم يزل أو فلم يزالوابه حتى أخذ بأخذه وعمل بعمله.
  دلَّت هذه الأخبار مع تفرق فنونها على أن الأكثر يصح أن يتمالوا على خلاف المشروع كما تمالوا على سب خير السابقين وسيد الوصين علي # على منابر الجوامع في أمصار المسلمين وما عليه الناس الآن من الإحداث في الدين باتخاذهم المقامات المؤدية إلى التفرق في الدين والله يقول {أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ}[الشورى: ١٣] واتخذ الجهال ذلك حجة وليس كلما وضع في الحرم الشريف بحجة لأن المشركين قد وضعوا الأصنام على رأس بيت الله الحرام. وهو من أقبح الكفر ولقول النبي ÷ «ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها هالكة إلا فرقة واحدة».
  والمعلوم أنهم كانوا يؤذنون في زمن رسول الله ÷ في اليوم والليلة خمس مرات بالعالي من الأصوات ووقع الخلاف بعد ذلك في الأذان ويشهد بصحة ما اعتمدنا عليه قوله تعالى {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ٢٣٨}[البقرة] أي ساكنين مطيعين ومنه سكون الأطراف.
الثالث: القيام
  قال تعالى {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ٢٣٨}[البقرة]