الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[استحباب قصر الخطبة]

صفحة 55 - الجزء 2

[استحباب قِصرَ الخطبة]

  وفي تحفة المحتاج عن الحكم بن حَزن وأنه قام في خطبته يوم الجمعة متوكئًا على عصى أو قوسٍ فحمد الله وأثنى عليه بكلمات خفيفات، طيبات مباركات، ثم قال: يا أيها الناس إنكم لن تطيقوا ولن تفعلوا كلمَّا أمِرتُمْ به ولكن سدِّدُوا وأبشروا» رواه أبو داود وأما ابن السكن فأخرج هذا الحديث في صحاحه.

  وفي الشفا: وروى أن عمارًا ¥ «خطب وأوجز فقيل: لو كنت تنفست؟ فقال: سمعت رسول الله ÷ يقول «قِصَر خطبة الرجل من فِقهه».

  وفيه أيضاً روى أنه يعني عمارًا ¥ خطب فقيل له ما تَنَفَّست، قال: أمرنا رسول الله ÷ بإقصار الخطبة وإطالة الصلاة».

  وأخرج أبو داود عن أبي وايل قال «خطبنا عمَّار فأوجز وأبلغ فلما نزل قلنا يا أبا اليقضان: لقد أبلغت وأوجزت فلو كنت تنفست؟ فقال إني سمعت رسول الله ÷ يقول إن الصلاة وقصر الخطبة مئنه⁣(⁣١) من فقه الرجل فأقصروا الخطبة وأطيلوا الصلاة».

  وأخرج مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن جابر بن سمرة «كانت صلاة رسول الله ÷ قصدًا، وخطبته قصدًا».

  وفي تحفة المحتاج عن أبي راشد أن عمارًا ¥ قال «أمرنا رسول الله ÷ بإقصار الخطبقال رواه أبو داود قال: وأما الحاكم فأخرجه وقال: صحيح الإسناد.

  قال: وفي السفا: روي جابر رضي عنه «أن النبي ÷ خطب يوم الجمعة فحمد الله وأثنى عليه، ثم يقول على إثر ذلك وقد علا صوته واشتد غضبه واحمرت عيناه، كأنه منذر جيش: بعثت أنا والساعة كهاتين وأشار بإصبعه الوسطى، والتي تلي الإبهام، ثمَّ يقول إن أفضل الحديث كتاب الله، وخير إلهدي هديُ محمد ÷، وشرّ الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة من ترك ما لًا فلأهله ومن ترك دَينًا أو ضياعًا⁣(⁣٢) فإلي.


(١) المئنه تفعله من أن التي للتحقيق أي أن قصر الخطبة وطول الصلاة علامة من فقه الرجل.

(٢) الضياع بالفتح العيال تمت جمع أصول.