الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[عدم وجوب الفدية على من أفطر لعدم الطعام أو مانع شرعي]

صفحة 339 - الجزء 2

  قال: وعن النبي ÷ أنه: «نهى عن الوصال. قيل يا رسول الله إنك تواصل؟ قال إني لست مثلكم إني أبيت فيطعمني ربي ويسقيني، فإن أبيتم فمن السَّحر إلى السّحر».

  وفي الشفا قال: روى عن النبي ÷ أنه «نهى عن الوصال في الصيام».

  وفيه أيضًا وروى، عن النبي ÷ أنه قال: «لا وصال في صيام قيل له إنك تواصل فقال: إني لست كَأَحَدِكُم إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني».

  وأخرج البخاري ومسلم عن ابن عمر وأبي هريرة وعائشة وأنس عن النبي ÷ «نهى رسول الله ÷ عن الوصال فقيل: يا رسول الله إنك تواصل. فقال: «إني لست مثلكم إني أُطْعَم وأُسقى». ذكره في التلخيص.

  وفي التلخيص أيضًا وفي مسند أحمد بن حنبل من حديث ليلى امرأة بشير بن الجصاصية قالت أردت أن أصوم يومين متوالية فمنعني بشير وقال إن رسول الله ÷ نهي عن الوصال وقال: «إنما يفعل ذلك النصارى».

[عدم وجوب الفدية على من أفطر لعدم الطعام أو مانع شرعي]

  وأما أنه لا فدية عليه فلأنه مع النهي عن الوصال ممنوع من الصيام شرعًا فهو في حكم من يتعذر منه الصيام والله أعلم.

[القول في الفدية على من أفطر لعذر غير الجوع]

  قوله تعالى {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ١٨٤}⁣[البقرة].