(باب التنفيل وقسمة الغنائم)
(بَابُ التَّنْفِيلِ وقسمة الغنائم)
  قال الله تعالى {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ١}[الأنفال] النفل: اسم للغنيمة وقيل: النفل إسم لما شرط لمن له عناية وقيل: الخمس وقد تقدم ذكر السلب أنه يستحقه القاتل مع شرط الإمام أو تنفيله فيستحقه ولكن: يكون بعد التخميس.
  ويزيده إيضاحا: ما في الجامع الكافي: عن أبي قتادة «أنه قتل رجلا من المشركين فنفله النبي ÷، درعه وسيفه، وسلبه».
  وعن أبي قتادة أنه قال يوم خيبر: يا رسول الله إني ضربت رجلا على حبل العاتق وعليه درعه فأجهضت عليه قال رجل: أنا أخذتها فارضه منها واعطنيها فقال عمر: والله لا تفتها على أسد من أسد الله ويعطيكها. فقال رسول الله ÷ صدق عمر وعن أنس قال: أول سلب خمس في الإسلام سلب البرا كان قتل المرزبان وأخذ منطقته، وسواريه، فلما قدم قال عمر «إنا كنا لا نخمس في الاسلام وان سلب البرا مال وانا خامسوه وكان قيمة السوار والمنطقة ثلاثين ألفا» وعن مكحول أنه قال: لا سلب إلا لمن أشعر، وقتل، ولا سلب في يوم هزيمة، ولا فتح.
  وسبب النزول في أية الأنفال ما رواه في أصول الأحكام عن عبادة بن الصامت قال خرج رسول الله ÷ إلى بدر فلقي العدو هزمهم الله اتبعتهم طائفة من المسلمين يقتلونهم وأحدقت طائفة برسول الله ÷ واستولت طائفة على. المعسكر والنهب فلما انصرفوا. قال الذين طلبوهم لنا النفل نحن طلبنا العدو وبنا هزمهم الله ونفاهم وقال الذين أحدقوا برسول الله ÷: ما أنتم بأحق منا: نحن أحدقنا برسول الله ÷ لا ينال العدو منه غرة. وقال الذين استولوا على العسكر والنهب والله ما أنتم بأحق منا نحن حوينا واستولينا عليه. فأنزل الله ø {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ}[الأنفال: ١] فقسمه رسول الله ÷ بينهم