[الإقناع بالحجة الواضحة على وجوب الاعتصام بحبل الله وحرمة التفرق في الدين]
  
[المقدمة]
  الحمد لله الّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بالهُدى ودِيْنِ الحَقّ لِيُظْهِرَهُ على الدِّين كُلّهِ ولو كَرِهَ المُشرِكون، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، سبحانه وتعالى عما يصفون، وأنه العزيز الحكيم فلا يُشرك في حكمه أحدًا من خلقه، كما نصّ عليه تبارك وتعالى في الذكر الحكيم، وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين.
  أما بعد، فهذا كتابٌ يتضمن ما يطابق رضي رب العالمين، من الاعتصام بحبل الله المتين، وحرمة التفرق في الدّين، بما شرعه سبحانه وتعالى في كتابه الذكر المبين، وعلى لسان رسوله محمد خاتم النبي صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين.
[الإقناع بالحجة الواضحة على وجوب الاعتصام بحبل الله وحرمة التفرق في الدين]
  قال الله سبحانه وتعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}[آل عمران: ١٠٣] وقال سبحانه وتعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ١٠٥}[آل عمران] وقرأ القُرَّاء إلا حمزة والكسائي قوله سبحانه وتعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ١٥٩}[الأنعام] وقرأ حمزة والكسائي {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا