الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) (في أحكام إمام الصلاة)

صفحة 32 - الجزء 2

  وفيه أيضاً عن النبي ÷، قال «لا يؤم أحدكم بعدي قاعدًا قومًا قيامًا يركعون ويسجدون».

[النهي عن ارتفاع إمام الصلاة على المؤتمين]

  وفي شرح التجريد: ذكر أبو العباس الحسني ¥ في شرح الأحكام قال: روى عمرو بن طارق عن يحيى بن أيوب عن زيد بن جبيره الأنصاري عن عبد الرحمن الأنصاري أن سلمان الفارسي وأبا سعيد الخدري ® قدما على حذيفة ¥ بالمداين، وعنده أسامة فصلى بهم حذيفة على شيء أنشز ما هم عليه فاخذ سلمان بضبعيه حتى أنزله ثم قال سمعت رسول الله ÷ يقول لا يصل إمام القوم على أنشر مما هم عليه». قال أبو سعيد: صدق» وهو في أصول الأحكام.

  وفيه أيضاً وروى أبو بكر الجصاص في شرح المختصر أن عمار بن ياسر ® كان بالمداين فأقيمت الصلاة فتقدم عمار وقام على دكان يصلي والناس اسفل منه فتقدم حذيفة فأخذ على يده وأتبعه عمار حتى أنزله حذيفة فلما فرغ عمار من صلاته قال له حذيفة: ألم تسمع رسول الله ÷ يقول «إذا أم الرجل القوم فلا يقم في مقام أرفع من مقامهم؟». وهو في أصول الأحكام.

  وفيه أيضاً: وروي أبو بكر الجصاص أيضاً أن حذيفة صلى بالناس فتقدم فوق دكان فأخذ أبو مسعود بجميع ثيابه فرده فرجع فلما صلى قال له أبو مسعود «ألم تعلم أن رسول الله ÷ نهى أن يقوم الإمام فوق نشز، والناس خلفه؟ قال أفلم ترني أجبتك حين جذبتني؟».

  وفي تحفة المحتاج عن همام قال: أمّ حذيفة الناس بالمداين على دكان فأخذ أبو مسعود بقميصه فجبذه فلما فرغ من صلاته قال «ألم تعلم أنهم كانوا ينهون عن ذلك؟ قال: بلى قد ذكرت حين مددتني». قال رواه أبو داود، والحاكم، ولفظه: ينهى عن ذلك ثم قال صحيح على شرط الشيخين.

  وفي رواية له أن أبا مسعود قال له: ألم تعلم أن رسول الله ÷ «نهى أن يقوم الإمام فوق شيء ويبقى الناس خلفه؟» وفي رواية لأبن حبان «أليس قد نهى عن هذا؟ فقال حذيفة ألم ترني قد تابعتك؟» انتهى.