الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(النسك الرابع: الوقوف بعرفة)

صفحة 90 - الجزء 3

  وأخرج النسائي عن أسامة بن زيد قال: «كنت ردف النبي ÷ بعرفات فرفع يديه يدعو فمالت به ناقته فسقط خطامها فتناول الخطام بإحدى يديه وهو رافع يده الأخرى»

  وفي شرح الأحكام للعلامة ابن بلال | قال: أخبرنا الحسين بن أبي الربيع القطان قال: حدثنا علي بن عبد العزيز قال: حدثنا هدبة بن عبد الوهاب قال: حدثنا الفضل بن موسى قال أخبرنا الأعمش عن أنس بن مالك قال: «كنا مع رسول الله ÷ بعرفات وهو يدعو وقد رفع يديه فانفلت زمام الناقة من يده فتناولها ثم رفع يديه فقال أصحاب رسول الله ÷: هذا الإبتهال وهذا التضرع»

  وقال: وأخبرنا أبو العباس الحسني | قال وأخبرنا القطان قال: حدثنا هميم بن همام أخبرنا حجاج عن ابن جريج عن الحسين بن عبد الله عن عكرمة عن ابن عباس ¥ قال: «رأيت رسول الله ÷ رافعاً يده الى صدره كاستطعام المسكين»

(القول في صيام الحاج يوم عرفة)

  في الجامع الكافي: روى: «أن النبي ÷ كان يكثر صوم عرفة في الحضر»

  وأخرج البخاري عن أم الفضل قالت: «شك الناس يوم عرفة في صوم النبي فبعثت إلى النبي ÷ بشراب شربه»

  والذي ذكره الهادي # من استحباب صيامه للحاج لما ورد في فضل صومه على جهة العموم سفراً وحضراً

  ولعل ترك النبي ÷ صومه بعرفة لئلا يحرج أمته كما ترك النزع من بير زمزم فقد روى المؤيد بالله # في شرح التجريد عن النبي ÷ انه قال: «لولا أن أشق على أمتي لنزعت منها» أي بير زمزم

  ولنحو ما روى في حجة الوداع عن النبي ÷ «انه لما فرغ من طواف الزيارة اتى بني عبد المطلب وهم يسقون قال: «انزعوا بني عبد المطلب فلولا أن يغلب الناس على سقايتكم لنزعت معكم فناولوه دلواً فشرب» هكذا في رواية لمسلم وللترمذي نحوه من رواية علي # إلا أنه لم يذكر الشرب