الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل)

صفحة 431 - الجزء 5

  حاجة أمورهم ويتفرغون في خلوتهم لطاعة ربهم ويخلون أيضا بأهلهم فجاز للإمام مثل ذلك وإنما الممنوع هو احتجاب السلاطين المشابهين للشياطين {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ}⁣[الأعراف: ٢٧]

(فَصْلٌ)

  فيما يلزم الرعية لإمام الحق قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}⁣[النساء: ٥٩]. وأولو الأمر هم الأئمة وروى الهادي الى الحق # باسناده إلى النبي ÷ «ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم رجل بايع إماماً عادلا فإن أعطاه شيئا من الدنيا وفى له وإن لم يعطه لم يف له ورجل له مال على ظهر الطريق يمنعه سابلة الطريق ورجل حلف لقد اعطي في سلعته كذا وكذا فاخذها الآخر مصدقا له وهو كاذب» وروى معناه عن زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي $ عن النبي ÷ باختلاف يسير.

  وأخرج الترمذي عن أبي هريرة قال قال رسول الله ÷ «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم رجل بايع إماما فإن أعطاه وَفي لَهُ وإِن لَمْ يُعْطِهِ لم يَفِ له» هذا لفظ الترمذي وهو طرف من حديث أخرجه البخاري وم. ومسلم.

  في الشفا خبر وروى زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي $ أنه قال حق الامام أن يحكم بما أنزل الله ويعدل في الرعية فإذا فعل ذلك فقد حق عليهم أن يسمعوا له وأن يطيعوا وأن يجيبوا إذا دعى وأي إمام لم يحكم بما أنزل الله فلا طاعة له.

  وفي أمالي الإمام أبي طالب # قال أخبرنا محمد بن علي العبدكي: أنبأنا ابو سعيد عبد الرحمن بن سليمان النقاش قال: حدثنا محمد بن عامر الرازي قال: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا عمرو بن واقد القرشي قال حدثنا يونس بن حبيش عن أبي ادريس الخولاني عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله ÷ «إن الجنة لا