الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) (ويجوز للمسلم أن يؤجر نفسه من الكافر)

صفحة 141 - الجزء 4

  الحجام قال سمعت رسول الله ÷ يقول: «إني وهبت لخالتي غلاما وأنا أرجو أن يبارك لنا فيه فقلت لها: «لا تسلميه حجاماً ولا صائغاً ولا قصاباً».

  وفي الجامع الصغير للسيوطي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ÷: «أكذب الناس الصباغون والصواغون». أخرجه أحمد والنسائي.

  قال في شرح التجريد: ويكره إجرة الغازي في سبيل الله وهو الذي لا يخرج الا باجرة وذلك انه اخذ العوض على ما فيه قربه وطاعة بل واجب وذلك لا يجوز قوله هو الذي لا يخرج إلا باجره يدل على أنه يجوز للغازي في سبيل الله الذي يخرج متقربا إلى الله تعالى ø أن ياخذ ما يُهْدى اليه إذا لم يكن مشروطا كما يجوز للمؤذن ولمن يعلم القرآن ولمن يعين إنسانا في حاجة.

(فصل) (ويجوز للمسلم أن يؤجر نفسه من الكافر)

  لما روي خبر أن عليا # كان يسقي لامرأة يهودية كل دلو بتمرة.

  وأخرج ابن ماجه عن أبي حية عن علي # قال: «كنت أدلو الدلوة بتمرة واشترط أنها جلدة».

  واخرج ابن ماجه أيضا عن ابن عباس قال: «اصاب نبي الله خصاصه فبلغ ذلك عليا # فخرج يلتمس عملا يصيب فيه شيئا ليغيث به رسول الله ÷ فاتي بستانا لرجل من يهود فاستقى له سبعة عشر دلواً كل دلو بتمرة فخيره اليهودي من تمره سبعة عشر عجوة من تمره فجاء بها إلى نبي الله ÷».

  واخرج الترمذي عن علي # قال: «لقد خرجت من بيتي في يوم شاتٍ ومن بيت رسول الله ÷ وقد أخذت إهابا معطوفاً فجوبت وسطه وأدخلته في عنقي وشددت وسطي فَحَزَمتُه بخوس النخل وإني لشديد الجوع ولو كان في بيت رسول الله ÷ طعام طعمت منه. فخرجت ألتمس شيئاً فمررت بيهودي في مال له وهو يستقي ببكرة له فاطلعت عليه من ثلمة الحائط فقال: ما لك يا أعرابي؟ هل لك في دلو بتمرة قلت: نعم. فافتح الباب حتى أدخل. ففتح فدخلت فأعطاني دلوه فكل ما نزعت أعطاني تمرة حتى إذا امتلأت كفي أرسلت دلوه وقلت: حسبي فأكلتها ثم جرعت من الماء فشربت ثم جئت المسجد فوجدت رسول الله ÷ فيه.