الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل)

صفحة 540 - الجزء 5

  أمالي الإمام أبي طالب # قال: حدثنا عبد الله بن محمد الكرخي قال حدثنا أحمد بن يوسف بن خلاد قال حدثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة قال حدثنا روح قال حدثنا عثمان السحام قال: حدثنا مسلم بن ابي بكره عن أبي بكره عن رسول الله ÷ أنه قال «سيكون فتنة ألاً فالماشي فيها خير من الساعي إليها ألاً فالقاعد فيها خير من القائم ألا فالمضطجع فيها خير من القاعد ألا فاذا نزلت فمن كان له غنم فليلحق بغنمه ألا ومن كانت له أرض فليحق بأرضه ألا ومن كانت له إبل فليلحق بإبله فقال رجل من القوم يا نبي الله جعلني الله فداك أرأيت من ليس له غننم ولا أرض ولا إبل كيف يصنع قال فليأخذ بسيفه ثم يعمد به إلى صخرة ثم ليدق على حده الحجر ثم ليتنح إذا استطاع اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت إذ قال له جعلني الله فداك أرأيت إن أخذ بيدي مكرها حتى ينطلق بي الى احد الصفين أو أحد الفئتين شك عثمان فيحذفني رجل بسيفه فيقتلني ماذا يكون من شأني؟ قال: يبوء بائمك واثمه فيكون من أصحاب النار» وكما أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله ÷ «ستكون فتن: القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي من تشرف لها يستشرفه ومن وجد فيها ملجأ أو معاذا فليعذبه» فلا يجوز مقاتلته في هذا ولا ابتداء القتال فيها بل يجب الكف إلا أن يدافع عن نفسه من الهلاك بدليل قوله تعالى {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}⁣[البقرة: ١٩٥] والله أعلم.

(فَصْلٌ)

  وإذا غلب أهل البغي على بلد من البلدان فجبوا الخراج والأعشار وصدقات الأموال وما كان إلى الإمام فظهر عليهم الإمام فإن الإمام يأخذ جميع ذلك. لأنه لا ولاية لهم ولا اذن من الشارع باقباضهم ولا قبضهم. بل قال الله تعالى {لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ١٢٤}⁣[البقرة] وذلك فيما كان قائماً بعينه. ويصرفه في وجوهه ولا يتبعون في شيء استهلكوه إذا استهلكوه بالتأويل في الجامع الكافي روى محمد بإسناده انه لما كان يوم الجمل قام الناس الى علي يدعون أشياء فأكثروا عليه فقال رجل بجمع لي كلامه في