الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) [في المظالم]

صفحة 246 - الجزء 4

  ضمنهم اياها لغيبة صاحبها وأمرهم ان يطعموها الاسارى إذ في الخبر ما يدل على ذلك فخشي ان يفسد عليهم. وللحاكم أن يبيع على الغائب ما يخشى فساده إلى آخر كلامه. ودل الخبر على أن مِلكَهُ من وجه محظور يلزم التصدق به.

  وفي الجامع الكافي: روى محمد بن غياث، عن جعفر بن محمد، عن علي # في رجل قتل خنزيرا لنصراني قال: «يضمن قيمته» وفي أصول الأحكام خبر وعن علي # أن رجلا قتل خنزيراً لنصراني فضمنه قيمته. دل على ان من اغتصب على ذمي ما هو مقر عليه في صلحه من خمر أو خنزير أو نحوهما: أنه يجبر على تسليمه أو دفع قيمة ما اتلف أو مثله إن كان مثليا. في الشفا خبر: وعن النبي انه قال: «إذا حرم الله شيئا حرم ثمنه» دل على ان من استهلك شيئا مما حرم الله لم يضمنه كمن يغصب خمرا أو خنزيرا من مسلم.

(فصل) [في المظالم]

  قال الإمام أبو طالب يحيى بن الحسين # في الأمالي: حدثنا ابو سعيد عبيد الله بن محمد بن بدر الكرجي قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن خلاد قال: حدثنا الحارث بن محمد بن أبي اسامة قال: حدثنا هدبه قال: حدثنا همام قال: حدثنا القاسم بن عبد الواحد قال: سمعت عبد الله قال: بلغني حديث عن رجل من أصحاب رسول الله ÷ فابتعت بعيرا فشددت عليه رحلي فسرت إليه شهرا حتى قدمت الشام فإذا هو عبد الله بن انس الانصاري فأتيت منزله فأرسلت اليه ان جابرا على الباب فرجع الرسول فقال: جابر بن عبد الله؟ قلت: نعم. فخرج إلي فاعتنقته واعتنقني. قال: قلت حديث بلغني انك سمعته رسول الله ÷ في المظالم لم اسمعه قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «يحشر الله العباد أو قال الناس شك همام وأوما بيده إلى الشام «حفاة عراة بهما» قلت ما بهما قال ليس عليهم شيء فيناديهم بصوت يسمعه من قرب ومن بعد: أنا الملك الديان لا ينبغي لأحد من أهل الجنة ان يدخل الجنة وأحد من أهل النار يطلبه بمظلمه ولا ينبغي لأحد من أهل النار ان يدخل