الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل)

صفحة 32 - الجزء 1

(فصل)

  (ويجب الاقتدآء برسول الله ÷) في أنه لا يقبل خبر⁣(⁣١) الواحد وحده، كما في خبر ذي اليدين في السهو في الصلاة؛ فإن رسول الله ÷ لم يقبله حتى انضاف إليه غيره وسيأتي إن شاء الله تعالى.

  وروى صفوان بن عيسى، حدثنا محمد بن عمارة عن عبد الله بن أبي بكر قال؛ كان للعباس بيت في قبلة المسجد فضاق المسجد عن الناس، فطلب إليه عمر البيع فأبى، فذكر⁣(⁣٢) الحديث وفيه؛ فقال عمر لتأتيني على ما تقول ببينة، فخرجا - فإذا ناس من الأنصار، قال: فذكر لهم، قالوا: قد سمعنا هذا عن رسول الله ÷ قال عمر أما إني لم أتهمك، ولكني أحببت أن أَتثبت.

  وأبو بكر وعمر لم يقبلا خبر عثمان في رد الحكَم طريد رسول الله ÷ إلى المدينة.

  وأبو بكر أيضاً لم يقبل خبر المغيرة بن شعبة في ميراث الجدة حتى انضاف إليه غيره.

  وعمر لم يقبل خبر أبي موسى في الاستئذان أيضاً وحده حتي رواه غيره.

  وكان هذا من أكابر الصحابة ولم ينكر عليهم في ذلك فجرى مجرى إجماعهم.


(١) يحمل هذا على ما هو من شأنه الاشتهار أو فيمن تطرقت إليه التهمة لأدلة قبول خبر الواحد العدل الضابط المذكورة في محلها من الأصول انتهى.

(٢) أصل الخبر ما رواه الإمام المنصور بالله عبد الله حمزة (ع) في الشافي: أنه اعتمر عُمَر عمرة رجب ووسع المقأم وباعده من البيت ووطَّأ الحجر وبني المسجد الحرأم ووسع فيه واشترى من قومٍ منازلهم ووضع أثمان منازلهم في بيت المال، وكان مما هدم دار العباس بن عبد المطلب، فقال: لِمَ تهدم داري؟ قال: أُوسع بها المسجد الحرأم. قال العباس: سمعت رسول الله ÷ الله يقول: «إن الله أمر داوود أن يبني له بيتاً فكان كلما ارتفع البناء سقط، فقال داوود: يارب إنك أمرتني أن ابني لك بيتا وإني كلما بنيت سقط البناء فأوحى الله إليه: إني لا أقبل إلا الطيب وإنك بنيت لي غصباً فنظر داوود فإذا قطعة من الأرض لم يكن شراها فابتاعها من صاحبها بحكمه ثم بنا فتم البناء، فقال: ومن شهد أنه سمع هذا من رسول الله ÷؟ فقأم قوم فشهدوا. انتهى من أملا شيخنا الحافظ محمد الدين.