(فصل) [قول المحدثين من أهل الأمهات الست في عدالة الصحابة مطلقا]
  وأخرج البخاري وأبو داود عن ابن الزبير قال: قلت لأبي، مالي لا أسمعك تحدث عن رسول الله ÷ أو كما يحدث فلان وفلان، فقال أما إني لم أفارقه منذ أسلمت، ولكني سمعته يقول: «من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار».
  وأخرج البخاري ومسلم عن مجاهد - قال؛ جاء بشير العدوي إلى ابن عباس فجعل يحدث ويقول: قال رسول الله ÷، وجعل ابن عباس لا يَأْذن لحديثه ولا ينظر إليه، فقال له بشير مالي أراك لا تسمع إلى حديثي أحدثك عن رسول الله ÷ ولا تسمع؟! فقال ابن عباس: «إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلا يقول؛ قال رسول الله ÷ ابتدَرَتْه أبصارُنا، وأصغينا أسماعنا، فلما ركب الناسُ الصعبة والذلول، لم تأخذ مِن الناس إلا ما نعرفه».
  «وفي الجامع الصغير» للسيوطي عن النبي ÷ أنه قال: «اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم، فَمَن كذب عليَّ متعمدا فليتبوأْ مقعده من النار، ومَن قال في القرآن برأيه فليتبوأْ مقعدَه من النار» وقال: أخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس عن النبي ÷.
  وفيه عن أبي قتادة عن النبي ÷: «إياكم وكثرة الحديث عني، فمن قال عنّي فليقل حقاً أو صدقاً، ومن تقوَّل عليَّ ما لم أقل فليتبوأْ مقعده من النار» قال: أخرجه ابن ماجة والحاكم.
(فصل) [قول المحدثين من أهل الأمهات الست في عدالة الصحابة مطلقاً]
  واعلم أنَّ المحدثين لم يتحروا في أحدٍ ممن رآي رسول الله ÷ - مِن المسلمين، بل قالوا: كلهم عدول.