الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل)

صفحة 331 - الجزء 4

  قال في الجامع الكافي قال الحسن # فيما روى عنه ابن صباح: ولا بأس للغني والفقير بالصيد في البر والبحر إلا أنا نكره للمسلم أن يعرض نفسه للهلكة في طلب الرزق وسئل محمد عن الرجل يركب البحر في طلب الصيد ولا يقدر مع ذلك على الصلوة الا سنده أو قاعدا ولا يعرف القبلة فنقول: ان كان مستغنيا عن ذلك أي يجد منه بدّاً فلا ينبغي ان يضيع صلوته في طلب ما هو مستغن عنه، وإن كان إلى ذلك محتاجاً واليه مضطراً فيتناول من ذلك ما يسد فورته ويستر عورته فأرجو له إن ذلك شاء الله تعالى.

(فصل)

  وقوله تعالى {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا}⁣[المائدة: ٩٦] دل على ان الصيد ضربان.

  أما صيد البحر فإنه يحل بكل حال للمحرم والحلال وهو معلوم من دين النبي ÷ ضرورة ويجوز اصطياده ليلاً ونهاراً لعموم الدليل وفي الجامع الكافي قال محمد «لا يصلح صيد الوحش والطير بالليل بلغنا أن النبي ÷ نهي عن ذلك» ولا بأس بصيد السمك بالليل. وقد كرهه بعضهم وليس هو بمنزلة الطير والوحش نعم: وصيد البحر حلال كما مر إلا اذا كان ثم بحر في الحرمين فلا يحل صيد البحر فيهما لقوله تعالى {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا}⁣[آل عمران: ٩٧].

  وأما صيد البر فقد تقدم ذكره وحله للحلال و تحريمه على المُحْرم مطلقا.

  نعم قد قدمنا أنه لا بأس بصيد البحر في الليل وأما صيد البر فلا يجوز اصطياده في أوكاره ولا في مأمنه ففي الشفا خبر وعن النبي ÷ قال «الطيور في أوكارها آمنة بأمان الله» رواه الهادي إلى الحق # وفيه خبر وعن الصادق