الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) (وشركة الحيطان)

صفحة 182 - الجزء 4

  التراب ولولا أن النبي ÷ نهانا ان ندعو بالموت لدعوت به. ثم اتيناه مرة اخرى وهو يبني حائطا له فقال: إن المسلم يؤجر في كل شيء إلا في شيء يجعله في التراب».

  وأخرج الترمذي عن انس قال: النفقة كلها في سبيل الله الا البنا فلا خير فيه.

  وفي الجامع الصغير: قال رسول الله ÷: «اذا اراد الله بعبد هوانا أنفق ماله في البنيان والماء والطين». قال أخرجه البغوي والبيهقي في شعب الأيمان عن محمد بن بشير الأنصاري وما له غيره وأخرجه ابن عدي عن انس وقال في روضة الأخبار المنتزع من ربيع الابرار قال سلمة بن أحمد دخلت قصر الرشيد فقلت له.

  أما بيوتك في الدنيا فواسعة ... فليت قبرك بعد الموت يتسع.

  فجعل هارون يبكي. فنسأل الله أن يرزقنا الزهد في الدنيا وزخرفها وأن يجعلنا ممن يريد الآخرة ويسعى لها سعيها آمين.

(فصل) (وشركة الحيطان)

  الدليل عليها قوله تعالى {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ}⁣[الكهف: ٨٢] فأثبت الله تعالى الشركة بينهما فيه وحديث «من أحاط حائطا على أرض فهي له» وقد دخل الحائط في الملك وان لم يذكر كقوله ÷: «في الاربعين من الغنم شاه» والمخرج من الجملة شاه وان لم يذكر لانها مجزية عنها وعن غيرها وحديث: «لا يمنع أحدكم جاره ان يغرز خشبة في جداره» فاختص في الجدار ملكا باضافته التي تفيد التعريف والتخصيص له.

  قال في شرح التحرير للقاضي العلامة زيد بن محمد الكلاري | فإن انهدم الحائط الذي عليه حملها أجبر من امتنع من إعادته على أن يعيده كما يُخيَّر صاحب السفل على اصلاحه وبنائه والوجه فيه ما بيناه في المسألة الأولى والوجه فيهما واحد