(باب الهجرة)
(بَابُ الهِجْرَةِ)
  قال الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ}[البقرة: ٢١٨] وقال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ٩٧ إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا ٩٨ فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ}[النساء: ٩٧ - ٩٩] وروى أئمتنا المطهرون سلام الله عليهم عن النبي ÷ «لا يحل لعين ترى الله يعصى فتطرف حتى تغير أو تنتقل).
  وأخرج النسائي عن كثير بن مرة أن أبا فاطمة حدثه أنه قال له رسول الله ÷ «عليك بالهجرة فإنه لا مثل لها حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع، الشمس من مغربها».
  وفي شرح الأساس المسمى (بعدة الاكياس) وروى الأسيوطي في الجامع الكبير «لا تنقطع الهجرة ما قوتل الكفار» قال أخرجه أحمد والطبراني وابن منده والبيهقي عن عبد الله بن السعدي وروى ايضا «لا تنقطع الهجرة ما دام العدو» قال أخرجه البغوي وابن عساكر عن ابن السعدي. وروى أيضا «لا تنقطع الهجرة ما تقبلت التوبة ولا تزال التوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من المغرب ختم على كل قلب، وكفى الناس العمل» قال أخرجه ابن عساكر عن عبد الرحمن بن عوف ومعاوية بن عمرو.
  وما روى عن عبد الله بن السعدي ¥ قال قال رسول الله ÷ «لا تنقطع الهجرة ما قوتل العدو» أخرجه النسائي وصححه ابن حبَّان.
  قال الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد # وهذا لا شك في صحته لموافقته الكتاب العزيز من نحو قوله تعالى {مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ