(كتاب الهبة)
(كتاب الهبة)
  حقيقتها تبرع الانسان بما على غيره تمليكا منجزا مضمنا الايجاب، والقبول والدليل عليه من الكتاب قوله تعالى {وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا}[يوسف: ٦٢] قال في الكشاف: لعلهم يعرفون حق ردها وحق الكرم باعطاء البدلين أي البدل والمبدل منه اذا انقلبوا إلى اهلهم وفرغوا ظروفهم. وقال تعالى {وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ}[البقرة: ١٧٧] الآية وقوله تعالى {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}[المائدة: ٢] وقوله تعالى {فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا ٤}[النساء] وقوله تعالى {أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ٨}[الممتحنة].
  ومن السنة ما رواه الهادي # في الاحكام مرفوعا إلى رسول الله ÷ «في النعمان بن بشير في ابن له أي لبشير أتى به إلى النبي ÷ فقال: إني أنحلت ابني هذا غلاما كان لي. فقال له رسول الله ÷ أكل ولدك نحلته مثل هذا؟ فقال: لا قال رسول الله ÷ إرتجعه» ومعناه في الموطأ رواية عن النعمان بن بشير.
  وفي الأحكام وبلغنا عن رسول الله ÷ انه قال: «إصنع المعروف إلى من هو أهله ومن ليس من أهله فإن اصبت أهله فهم أهله وإن لم تصب أهله فأنت أهله».
  وفي الجامع الصغير للسيوطي: قال رسول الله ÷: «إصنع المعروف إلى من هو أهله والى غير أهله فإن اصبت أهله اصبت اهله وإن لم تصب أهله كنت أنت أهله». قال أخرجه الخطيب في رواية مالك عن ابن عمر وابن النجار عن علي وفي المجموع عن زيد بن علي عن آبائه عن علي #: «إن من تكرمة الرجل لأخيه أن يقبل بره، وتحفته ان يتحفه بما عنده ولا يتكلف له» وقال علي #: سمعت رسول الله ÷ يقول: «لا أحب المتكلفين».