(كتاب الإحيا والتحجر والإيقاع والحمى وقدر الحريم)
  ولاستيفا شروط المُسَاقاة والمُغَارَسة والمزارعة والمباذرة تحقيقات مذكورة في كتاب الفقه والحمد لله رب العالمين.
(كتاب الإحيا والتحجر والإيقاع والحمى وقدر الحريم)
  قال الله تعالى {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا}[هود: ٦١] قال في الكشاف في تفسير هذه الآية وكان ملوك فارس قد أكثروا من حفر الأنهار وغرس الاشجار وعمروا الاعمار ما كان فيهم من عسف الرعايا فسأل نبي من أنبيائهم ربه عن سبب تعميرهم؟ فأوحى إليه أنهم عمروا بلادي فعاش فيها عبادي.
  وقال المؤيد بالله # في شرح التجريد: روى عن النبي ÷ انه قال: «موتان الارض لله تعالى ورسوله ثم هي لكم» وهذا في الشفا وهذا خطاب للمسلمين فليس لمخالف لملة الإسلام حق الاحياء.
  وفي الشفا: عن عمر بن شعيب، عن ابيه، عن جده أن النبي ÷ أقطع قوما من مزينه وجهينه ارضا فعطلوها ولم يعمروها فجاء قوم فعمروها فخاصمهم المزنيون والجهينيون إلى عمر فقال: لو كان قطيعة» منى أو من أبي بكر لرددتهما ولكنها قطيعة من رسول الله ÷ ثم قال: من كانت له ارض فتركها ثلاث سنين لم يعمرها فعمرها قوم آخرون فهي لهم. قال فيه: دل ذلك ما نص عليه الهادي # ان من تحجر محجرا أو ضرب عليه أعلاما أولى بها ما لم يعطلها ثلاث سنين فان عطلها هذه المدة كان أمرها إلى الامام يدفعها إلى من يعمرها إذا رأى ديت وامتنع المتحجر من عمارتها.
  في شرح التجريد: أخبرنا أبو بكر المقري: حدثنا الطحاوي: حدثنا صالح بن عبد الرحمن: حدثنا عبد الله بن سلمة القعنبي، قال: حدثنا كثير بن عبد الله، عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله ÷: «من أحيى أرضاً موتا فهي له وليس لعرق ظالم حق». وروي «من أحيي أرضا ميتة فهي له» فاقتضى عموم الخبر أن من أحيا ارضا مواتا صارت ملكا له. وفيه أيضاً عنه ÷: «من احتاط حائطا على أرض فهي له». رواه الطحاوي باسناده عن جابر عن النبي ÷ وأخرج في الموطأ عن: