[بيان معرفة الأحاديث الضعيفة وأسباب وجودها]
  وفيه أيضاً: ما أحدث قوم بدعة ألا رُفع مثلها من السنة، قال: رواه أحمد في مسنده عن عضيف(١) بن الحارث عن النبي ÷.
  وفي أمالي أبي طالب قال: أخبرنا أبي | قال؛ أخبرنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي | قال؛ حدثنا جعفر بن سلمة بن أحمد قال؛ حدثنا النعمان عن عمر بن حماد بن طلحة قال؛ حدثنا عبد ربه بن علقمة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي قال؛ سأل ابن الكوى أمير المؤمنين عليًا # عن السنة والبدعة وعن الجماعة والفرقة؟ فقال علي #: يا ابن الكوي «حفظت المسألة فافهم الجواب: السنة، والله، سينة محمد ÷، والبدعة، والله: ما خالقها، والجماعة، والله، أهل الحق وإن قلوا، والفرقة، والله، متابعة أهل الباطل وإن كثروا».
  وأيضاً فإنا نعلم أن العصمة عن الوهم والخطأ - وسوء الحفظ، ودخول ما وجب الرد للرواية من الضغائن في حق الأقران، والشبه الدائرة بين أهل الزمان ممن لم يبلغ خبره حد التواتر، ولا شهد له الكتاب، ولا أجمعت على تصديقه: منتفية.
[بيان معرفة الأحاديث الضعيفة وأسباب وجودها]
  والمعلوم أن الحديث المروي في أيدي الأمة غير مصون من إفك المنافقين، ووضع الفاسقين، وَوَهَم الواهمين، وحَشْو الملاحدة، وأهل البدع والأهواء من المارقين الخوارج، وعتاة - النواصب، وغلاة الروافض، وطغأم المجبرة والمشبهة، وهمج القُصاص والوعاظ والحشوية، وأعتأم الظاهرية والكرامية، والمسترسلين في وضع الأخبار من عوأم المتفقهين، ونسّاك الجهلة من المتعبدين والمتصوفين، والذاهبين إلى قبول المجهولين، والمعتمدين على الظن في ذلك ومن المعلوم أنه يخطئُ ويصيب، وذلك من أعظم أسباب الاختلاف.
  فيجب مع ذلك أنْ يُعرض ما روي عن النبي ÷ من الآحادي على كتاب الله،
(١) في مختصر الطبقات غضيف وفي تقريب التهذيب، بالضاد المعجمة مصغرًا ويقال بالطا المهلمة بن الحارث مختلف في صحبته انتهى.