(فصل)
  يشيعهم فمشى مع يزيد بن أبي سفيان وكان أمير ربع من تلك الأرباع فقال يزيد لأبي بكر: إما ان تركب وإما أن انزل فقال له: ما انت بنازل ولا انا براكب إني احتسب خطاي في سبيل الله ثم قال: إنك ستجد قومان زعموا أنهم حبسوا أنفسهم فدعوهم وما زعموا إنهم حيسوا أنفسهم له وستجد قوما فحصوا عن أوساط رؤوسهم الشعر: فاضرب ما فحصوا عنه بالسيف وإني موصيك بعشرة لا تقتلن امرأة ولا صبيا ولا كبيراً هرماً ولا تقطعن شجراً مثمراً ولا تخرين عامراً ولا تقرن شاة ولا بعيراً إلا لما كله ولا تعرفن تخلاً ولا تحرقنه ولا تغلوا ولا تجينوا.
  وقولنا وأسروا فدليله قوله تعالى {حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ}[محمد: ٤] وقولنا: وأسبوا: دليله ما استرق رسول الله ÷ كثيرا منهم كسبابا أو طاس وبني المصطلق وكما سبى صفية بنت حبي وتزوجها وجعل عتقها صداقها.
  وقد أخرج أحمد وأهل الأمهات الست عن أنس ان النبي ÷ أخذ جويرية في غزوة بني المصطلق فأعتقها وتزوجها وجعل عنقها صداقها.
  وعن ابن عمر ان النبي ÷ اخذ جويرية في غزوة بني المصطلق فاعتقها وتزوجها وجعل عتقها صداقها.
  وفي رواية انه ÷ لما غزا بني المصطلق وجاءت جويرية بنت الحارث في سهم ثابت بن قيس ثم كاتبها ثابت وجاءت إلى رسول الله ÷ تستعينه في كتابتها فقال: أو في خير من ذلك يا جويرية؟ قالت وما ذلك يا رسول الله قال: أدفع عنك كتابتك وأتزوجك، دل على شرعية ثبوت جواز السبى والاسترقاق لغير الحر الذكر العربي كما مر.
(فَصْلٌ)
  ويجوز بعد الأسر المن والفدى.
  دليله قوله تعالى {فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً}[محمد: ٤] وفي الشفا وقد من رسول الله ÷ على قريش يوم فتح مكة، ومن على أبي عزه الجمحي، ومن على أبي العاص بن