الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(كتاب البيع)

صفحة 7 - الجزء 4

(كتاب البيع)

  قال الله تعالى {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ}⁣[الجمعة: ١٠] إلى آخر السورة. وقال تعالى {وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ}⁣[المزمل: ٢٠].

  وقال في مجموع الإمام زيد بن علي @: حدثني زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي $ قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «تحت ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله رجل خرج ضارباً في الأرض يطلب من فضل الله يعود به على عياله».

  وفيه: عن علي #: «الإكتساب من حلال جهاد، وانفاقك على عيالك وأقاربك صدقة، والدرهم حلال من تجارة أفضل من عشرة من غيره».

  وقال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ}⁣[النساء: ٢٩] الآية.

  قال الهادي # في الأحكام: يريد سبحانه وتعالى: لا تأكلوها بالربي والسحت والظلم والارتشاء في الحق ليعدل عنه إلى الباطل. وأما قوله إلا ان تكون تجارة عن تراض منكم فالتراضي هو الرضا بتأخير ثمن سلعته بلا ازدياد لتأخير الثمن عليه في بيعته ومن التراضي أن يبيعه بطيب من نفسه لا يكرهه على البيع اكراها ولا يضطره اليه اضطرارا. وقد قال تعالى {رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ}⁣[النور: ٣٧] الآية. قال قتادة: كان القوم يتجرون ولكنهم كانوا إذا نابهم حق من حقوق الله لم تلههم تجارة ولا بيع حتى يؤدوه إلى الله تعالى.