الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(باب) (حكم الإمام في أموال الظلمة وعقارهم)

صفحة 537 - الجزء 5

(باب) (حكم الإمام في أموال الظلمة وعقارهم)

  ومكاتبتهم وأخذ العطية منهم وقطائعهم وجوايزهم وأحكامهم.

  في الجامع الكافي قال الإمام القاسم # وإذا ظهر إمام العدل على أهل البغي أخذ جميع ما في أيديهم من الأموال والضياع والجوار والماليك وغير ذلك.

  وفي الأحكام قال يحيى بن الحسين # ولا يجوز مكاتبة الظالمين ولا يحل موانستهم بكتاب ولا غيره للمؤمنين لأن في المكاتبة تطميناً لهم وتحننا إليهم وما يدعو إلى الموادّة بينهم وقد قال سبحانه: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ}⁣[المجادلة: ٢٢] الآية قال يحيى بن الحسين #: إلا أن يضطر مؤمن لمكاتبة ظالم لضرورة إلى آخر كلامه.

  وفيه حدثني أبي عن أبيه قال: سأل المأمون رجلا من بعض آل ابي طالب من كان كبيرا عند المأمون أن يوصل بينه وبين القاسم بن إبراهيم رحمة الله عليه بكتاب ويجعل له من المال كذا وكذا أمراً غليظاً جسيماً عظيما قال فأتاه ذلك الرجل فكلمه في أن يكتب إلى المأمون كتاباً أو يضمن له إن كتب إليه المأمون ابتداء أن يرد عليه جواباً فقال القاسم بن ابراهيم |: لا والله لا يراني الله أفعل ذلك أبدا. قال يحيى بن الحسين # من إخاف جائرا ظالما غاشما في دنياه آمنه الله يوم الروع في آخرته قال: والذي نفسي بيده ما يسرني أني أمنت الظالمين أو أمنوني في ليلة واحدة وإن لي ما طلعت عليه الشمس لان ذلك لو كان مني كان ركونا اليهم وموالاة لهم وقد حرم الله على المؤمنين وبلغنا عن بعض السلف انه قال من بات منهم او باتوا له خائفين وجبت له الجنة.

  حكم ما في بيوت الظلمة: في الجامع الكافي: قال محمد: قلت لأحمد بن عيسى # ما تصنع بما في أيديهم لو ظهرت قال: كما صنع أمير المؤمنين # يوم الجمل قسم جميع ما أجلبوا به وما كان في بيت المال بين كل من كان معه.

  وفيه وقد روى عن الحكم عن علي # أصاب في بيت مال البصرة مالاً كثيرا وروى أنه خمسة آلاف ألف فقسمه بين أصحابه فأصاب كل رجل منهم خمس