الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[تحريم حلائل الأبناء]

صفحة 213 - الجزء 3

  قلت فعرفت أن حديث عمرو بن شعيب: ظلمات بعضها فوق بعض وترجح عندي القول بالوقف في التحليل والتحريم والله أسأل ان يهدينا الصراط المستقيم.

  وقال الله تعالى {وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ}⁣[النساء: ٢٣].

  تحصل من هذا تحريم الربيبة وتحريم ذرية الربيبة مع حصول الدخول، وتدخل بنت الربيب في التحريم.

[تحريم حلائل الأبناء]

  قال الله تعالى {وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ}⁣[النساء: ٢٣] هن زوجات الأبناء وزوجات بني الأبناء وزوجات بني البنات ما سفلوا مطلقا، سوى حصل دخول أم لا، وتدخل حلائل الأبناء من الرضاع الظاهر قوله ÷ «يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب».

  قال الهادي #، في المنتخب والأحكام: تحل زوجة الابن من الرضاع لقوله تعالى {الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ}⁣[النساء: ٢٣].

  قلت: وقول الهادي # قوي إن تأخر نزول الآية وتقدم ما ورد في الخبر.

  وأما غيره من العلماء فحملوا قوله تعالى الذين من أصلابكم أنه أُريد به اخراج المتبني كما جاء في تفسير قوله تعالى {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ}⁣[الأحزاب: ٣٧] وهو في نكاح النبي ÷ زينب بنت جحش بعد أن فارقها وطلقها زيد بن حارثة.