(فصل) [فيما ورد من أحاديث عن رسول الله ÷ أنه ترك في المسلمين كتاب الله تعالى وسنته وعترته أهل بيته وبيان منهم أهل بيته وما يجب على المسلم نحوهم]
  مسؤولون، فهل بلغتكم؟ فماذا أنتم قائلون؟ فقام من كل ناحية من القوم مجيب يقولون: نشهد أنك عبد الله ورسوله، قد بلغت رسالته، وجاهدت في سبيله، وصدعت بأمره، وعبدته، حتى أتاك اليقين، جزاك الله عنا ما جازا نبياً عن أمته، فقال: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن الجنة حق، والنار حق، وتؤمنون بالكتاب كله؟ قالوا: بلى، قال: أشهد أني قد صدقتكم، وصدقتموني، ألا وإني فرطكم على الحوض، وانت تبعي، توشكون أن تردوا علي الحوض، فأسئلكم حين تلقوني عن ثقلي، كيف خلفتموني فيهما؟ قال: فاعتل علينا ما ندري ما الثقلان، حتى قام رجل من المهاجرين فقال: بأبي وأمي أنت يا رسول الله، ما الثقلان؟ قال ÷: الأكبر منها كتاب الله سبب؛ طرف بيد الله، و طرف بأيديكم، فتمسكوا به، ولا تولوا، ولا تضلوا، والأصغر منها، عترتي، من استقبل قبلتي، وأجاب دعوتي، فلا تقتلوهم، ولا تقهروهم، ولا تقصروا عنهم، فاني قد سألت لها اللطيف الخبير فاعطاني، ناصرهما، ناصري وخاذلها خاذلي، ووليهما لي ولي، وعدوها لي عدو، ألا فإنها لم تهلك أمة - قبلكم حتى تدين بأهوائها، وتظاهر علي نبوتها، وتقتل من قام بالقسط منها، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب #، فرفعها وقال: من كنت وليه، فهذا وليه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، قالها ثلاثاً، آخر الخطبة». انتهى ما نقلناه ذكره في كتاب «العمدة».
  وقال ابن المغازلي في مناقبه: أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان الأزهري، المعروف بابن الصيرفي البغدادي، قدم علينا واسطاً، سنة أربعين وأربعمائة، قال: حدثنا أبو الحسين عبد الله بن أحمد بن يعقوب بن البواب قال: حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي قال: حدثنا وهبان بن بقية الواسطي قال: حدثنا خالد بن عبدالله عن الحسن بن عبد الله، عن أبي الضحى، عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله ÷: «إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي؛ فإنها لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض».
  وفيه أيضاً أخبرنا الحسن بن أحمد بن موسى العندجاني قال: حدثنا أحمد بن محمد قال: حدثنا علي بن محمد المصري قال: حدثنا محمد بن عثمان قال: حدثنا مصرف بن عمرو قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن طلحة عن أبيه، عن الأعمش، عن