قال يحيى بن الحسين سلام الله عليه: رحم الله عليا أمير المؤمنين فقد جهل الحق من جهل فضله وجار عن القصد من جار عن طريقة فكيف بمن جار عن حقه وهو يسمع قول الله سبحانه حين يقول فيه رضوان الله عليه {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ٥٥}⁣[المائدة] فجعل الله الولاية لله ولرسوله وللموتي من المؤمنين الزكوة وهو راكع فكان أمير المؤمنين دون غيره من سائر المسلمين لا ينازعه فيه منازع لا يدفعه عنه دافع بحكم الله له بذلك إلى آخر كلامه #.

  وفي أمالي المرشد بالله # قال: أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن أحمد بن عثمان بقراءتي عليه قال: أخبرنا أبي قال: حدثنا أحمد بن يزيد ومحمد بن مخلد قالا: حدثنا علي بن عبد الله بن معاوية عن ابن ميسرة بن شريح القاضي قال: حدثني أبي عن أبيه معاوية عن ميسرة عن شريح قال: لما توجه علي # إلى حرب معاوية افتقد درعاً، فلما انقضت الحرب ورجع إلى الكوفة: أصابها في يد يهودي فقال له على # يا يهودي هذا الدرع درعي لم أعير ولم أهب فقال اليهودي: درعي وفي يدي قال علي #: نصير إلى القاضي فتقدما إلى شريح فجلس علي # إلى جنب شريح وجلس اليهودي، بين يديه فقال علي #: لولا أن خصمي ذمي لاستويت معه في المجلس لكني سمعت رسول الله ÷ يقول: «أصغروا بهم كما أصغر الله بهم» فقال شريح قل يا أمير المؤمنين قال: نعم أقول إن هذا الدرع الذي في يد اليهودي - درعي لم أبع ولم أهب فقال شريح: أيش تقول يا يهودي فقال درعي وفي يدي فقال شريح: يا أمير المؤمنين بينة. قال: نعم فيبرز الحسنان يشهدان أن الدرع درعي فقال: شهادة الابن لا تجوز للأب فقال علي # رجلان من أهل الجنة لا تجوز شهادتها: سمعت رسول الله ÷ يقول: «الحسن والحسين سيد شباب أهل الجنة» قال اليهودي: أمير المؤمنين قدمني إلى قاضية وقاضيه قضى عليه أشهد أن هذا الحق أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن الدرع درعك يا أمير المؤمنين كنت راكباً على جملك الأورق وانت متوجه إلى صفين فوقعت منك ليلاً فأخذتها وخرج يقاتل مع أمير المؤمنين الشره⁣^(⁣١) بالنهروان |.

(١) الشره بالكسر: مصدر الشر تمت مختار الصحاح.