(فائدة) قال بعض العلماء: من أهم ما يجب على الإمام الاهتمام بأمر القضاة لأنهم قوام الملة، وموازين العدل، وبهم ينتصف المظلوم من الظالم، والضعيف من القوي، فإن قل ورعهم وكثر طمعهم أماتوا السنة، بأحكام مبتدعة، وأضاعوا الحقوق باهواء متبعة، فكان قدحهم في الدين أعظم من قدحهم في المملكة، وأضرارهم بالمملكة في ابطال العدل أعظم من أضرارهم بالمحاكمين إليهم في إبطال الحق، وقد قال بعض الحكما: أقبح الاشياء سخف القضاة، وخرق الولاة، وقال بعض الملوك: ما عدل من جارت قضاته، ولا صلح من فسد ولاته، وقال عمر أرايتم إن وليت عليكم خيركم في نفسى وأمرته أن يعمل فيكم بالعدل: هل أكون قد قضيت ما علي؟ قالوا: نعم. قال: لا والله حتى أطالعه في عمله لأعلم هل فعل بما أمرته فيه أم ترك.