الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(باب صفة الإمام الذي تجب طاعته)

صفحة 370 - الجزء 5

(باب صفة الإمام الذي تجب طاعته)

  فلنشرع أولا في بيان الإمام بعد رسول الله ÷: فأول الأئمة بعده ÷ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب #. وعلى ذلك اجماع العترة الطاهرة نجوم الدين والدنيا والشفعاء في الآخرة. قال في خطبة الاحكام للهادي #: ونعلم أن ولاية أمير المؤمنين وامام المتقين علي بن ابي طالب كرم الله وجهه واجبة على جميع المسلمين فرض من الله رب العالمين لا ينجو أحد من عذاب الرحمن ولا يتم له اسم الايمان حتى يعتقد ذلك بايقن الايقان لأن الله سبحانه يقول: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ٥٥ وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ٥٦}⁣[المائدة] فكان ذلك امير المؤمنين دون جميع المسلمين اذ كان المتصدق في الصلاة المؤدي لما يقربه من ربه من زكاته. وفيه ما يقول الرحمنِ فيما نزل من واضح الفرقان {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ١٠ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ١١ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ١٢}⁣[الواقعة] فكان السابق الى ربه غير مسبوق الى آخر كلامه # الحق المستدل عليه بآيات القرآن العظيم والسنة الصحيحة الواردة عن النبي المصطفى الكريم عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم.

  وفي مجموع الامام زيد بن علي: حدثني زيد بن علي، عن أبيه، عنّ جده، عن علي $ قال: «قال لي رسول الله ÷: أنت أخي ووزيري وخير من أخلفه من بعدي. يا علي: بحبك يعرف المؤمنون، وببغضك يعرف المنافقون. من أحبك من أمتي المؤمنين فقد براء من النفاق، ومن ابغضك لقي الله منافقا».

  وفيه بسنده، وهو في شرح الأحكام قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمدُ العطاردي الفقيه قال: حدثنا المهاجر بن علي قال: حدثنا أحمد بن علي القطان قال: حدثنا محمد بن يحيى بن ظريس قال: حدثنا نصر بن مزاحم، عن عبد الغفار بن القاسم، عن سلمة بن كهيل، عن حبة العرني قال: سمعت عليا يقول: انا كنت أنا ورسول الله ÷ نرعى غنما ببطن نخلة، فأتانا أبو طالب ونحن نصلي فقال: يا بن