الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(باب صفة الإمام الذي تجب طاعته)

صفحة 372 - الجزء 5

  «قال رسول الله ÷: قال لي ربي ø ليلة أسري بي من خلفت على أمتك يا محمد قال: قلت أنت يا رب أعلم. قال يا محمد: إني انتخبتك برسالتي واصطفيتك لنفسي، وانت نبي وخيرتي من خلقي ثم الصدِّيق الأكبر الطاهر المطهر الذي خلقته من طينتك وجعلته وزيرك وأبا سبطيك السيدين الشهيدين الطاهرين المطهرين سيدي شباب أهل الجنة وزوجته خير نسا العالمين أنت شجرة وعلي اغصانها، وفاطمة ورقها، والحسن والحسين ثمارها خلقتهما وخلقت شيعتكم منكم إنهم لو ضربوا على أعناقهم بالسيوف لم يزدادوا لكم إلا حبا قلت: وَمَن الصديق الاكبر؟ قال: أخوك علي بن أبي طالب قال بشرني بها رسول الله وبإبناي الحسن والحسين منها وذلك قبل الهجرة بثلاثة أحوال».

  فهذه الأخبار المتلقاء عن سادات الناس اهل بيت رسول الله ÷ المطهرين قد دلت على إمامته وأنه الخليفة بعد رسول الله ÷ وأنه السابق بالاسلام على جميع من يستحق الأمر من قريش وأنه سيد المسلمين وامام المتقين وان طينته من طينة النبي ÷ فلم يبق لمن تقدم عليه عذر عند الله تعالى له يرجوه في يوم تبيض وجوه وتسود وجوه.

  وما استدل به الهادي # ونص عليه من ان الآية وهي قوله تعالى {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا}⁣[المائدة: ٥٥] الى قوله {فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ٥٦}⁣[المائدة] أن نزولها في أمير المؤمنين علي #، وانه المتصدق بخاتمة في صلاته. فما ذكره فهو اجماع صادر من جميع الأنام. قال الامام المنصور بالله القاسم بن محمد سلام الله عليه في كتابه الأساس في بيان الاحتجاج بهذه الآية أن المعنى بقوله تعالى {وَالَّذِينَ آمَنُوا}⁣[المائدة: ٥٥] الى آخرها لوقوع التواتر على ذلك من المفسرين وأهل التواريخ وطباق العترة وشيعتهم ¤ ذلك. قال الامام الناطق بالحق أبو طالب في كتابه زيادات شرح الاصول ما لفظه: ومنه النقل المتواتر قاطع العذر ان الآية نزلت في امير المؤمنين #.

  وفي أمالي الامام المرشد بالله # وبه قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن زيذة قرائة عليه بأصفهان قال: أنبأنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن