الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل)

صفحة 430 - الجزء 5

  وأخرج الطبراني في الأوسط عن ابن عباس أن رسول الله ÷ قال «من أراد أمراً فشاور امرءا مسلما وفقه الله لأرشد أموره».

  وعليه تسهيل الحجاب.

  في الشفاء خبر: وعن النبي ÷ ا «من ولي أمرا من أمور المسلمين ثم أغلق بابه دون المسكين والضعيف وذي الحاجة أغلق الله عنه باب رحمته عند حاجته وفقره أحوج ما يكون إليها»، وهو في الجامع الكافي.

  ويحظهم بالنصيحة.

  أخرج البخاري ومسلم عن الحسن البصري قال عاد عبيد الله بن زياد معقل بن يسار المزني في مرضه الذي مات فيه فقال معقل إني محدثك حديثا من رسول الله ÷ لو علمت ان لي حياة ما حدثتك إني سمعت رسول الله ÷ يقول «ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حَرَّم الله عليه الجَنَّة»: وفي رواية «فلم يحظها بنصيحة لم يجد رائحة الجنة» واللفظ للبخاري ولمسلم رواية اخرى قريبة من ذلك.

  وأخرج أحمد والترمذي عن عمرو بن مرة قال قال رسول الله ÷ «ما إمام أو والي يغلق بابه دون ذوي الحاجة والخلة والمسكنة إلا أغلق ابواب السماء دون حاجته وخلته ومسكنته».

  وأخرج الطبراني في الكبير عن ابن عمر قال قال رسول الله ÷ من ولى شيئاً من أمر المسلمين لم ينظر الله في حاجته حتى ينظر في حوائجهم. قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ}⁣[الأحزاب: ٥٣] وقال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ٤ وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ}⁣[الحجرات: ٤ - ٥]. دلت الآيتان على أن النبي ÷ كان يخلو بنفسه وبأهله وكذلك من بعده من السلف كانوا يخلون بأنفسهم لينظروا في