(فصل في آدابه)
  أعدائنا، وتشتت أهوائنا، ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين.
  وأخرج أبو داود والترمذي عن أنس قال: كان رسول الله ÷ إذا غزا قال «اللهم أنت عضدي ونصيري بك أحول، وبك أصول، وبك أقاتل».
  وأخرج أبو داود عن ابن عمر أن رسول الله ÷ كان وجيوشه إذا علوا الثنايا كبروا وإذا هبطوا سبحوا فوضعت الصلاة على ذلك، وأخرج الترمذي وأبو داود عن ابن المهلب عمن سمع رسول الله ÷ «إن بيَّتكم العدو فقولوا: حم لا ينصرون».
  وأما الكذب في الحرب والخديعة ففي الجامع الكافي بعد ذكر سنده إلى القاسم بن ابراهيم قال سألت القاسم عن الخديعة والكذب في الحرب فقال: لا خير في الخديعة والكذب في الحرب وقال: لا خير في الخديعة ولا في الكذب على كل حال. وكذلك ذكر عن علي #. انه كان يقول بما كرني معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وأبو الأعور السلمي والله لولا أني سمعت رسول الله ÷ يقول: «المكر والخديعة في النار لكنت أعلم بالمكر والخديعة منهم».
  قلت وأما الحديث الذي رواه أبو داود عن كعب بن مالك قال: كان رسول الله صل الله عليه وسلم إذا أراد بغزوة ورَّى بغيرها ويقول: الحرب خدعة، فإنما هو بالتورية إيهام للعدو بعدم القصد إليه من دون تصريح بكذب وهو تعريض فقط وفي المعاريض مندوحة كما جاء في بعض الأخبار وأما الخدع بالكذب الصراح فمما لا يجوز كما تقدم من الأثر. المذكور وغيره لأنه قبيح عقلا وشرعاً وقد قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ١١٦}[النحل] قال تعالى {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ ١٠٥}[النحل].
  ومن آداب الجهاد ما أخرجه أبو داود عن قيس بن عبادة قال: كان أصحاب رسول الله ÷ يكرهون الصوت عند الجهاد.