(باب الغسل)
  لأني سمعتُ رسول الله ÷ يقول: «من أتى الجمعة فليغتسل».
  وفي شرح التجريد: ويُروى الحديث المشهور عن ابن عباس أنه قال: «من اغتسل يوم الجمعة فحسن جميل، ومن لم يغتسل فليس عليه بواجب، وسأخبركم كيف كان ذلك؛ كان الناس مَجْهُودين يلبسون الصوف، ويعملون على ظهورهم، وكان المسجد ضيّقاً مَتَقَارب السقف، فخرج إليهم رسول الله ÷ في يوم حار، وقد عرق الناس، فتأذَّى الناس، بعضهم بروائِح بَعْض، وتأذَّى بها رسول الله ÷ فقال: «يا ايُّهَا الناس؛ إذا كان هذا فاغتسلوا، وليمسن أحدكم أمثل ما يجد من طيبه ودُهْنه». وروى نحو هذا عن عائشة وهذا في أصول الأحكام.
  وفي أمالي أحمد بن عيسى: @ قال: حدثني محمد قال: حدثني أحمد بن عيسى، عن حسين، عن أبي خالد، عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي $ قال: لما كان في ولاية عمر، قدم عليه نفر من أهل الكوفة فقال: مَنْ القوم؟ قالوا:» نَفَرٌ مِنْ أهل العراق، فقال أبأذن جئتم أو بغير أذن.؟ فقالوا: لا بل بإذن، فقال: لو غير ذلك قلتم لنكلتكم عقوبة، قالوا: جئنا نسألك عن أشياء. قال: هاتوا، قالوا: نسألك عن الغُسل من الجنابة، وعن أُمورٍ ذكروها ... فقال: ويحكم أسَحَرةٌ أنتم؟! لقد سألتموني عن أشياء ما سألني عنهن أحد منذ سألت رسول الله ÷ عنهن؛ الست شاهداً يا أبا الحسن؟. قال: قلت بلى، قال: فأد ما أجابني به رسول الله ÷، فإنك أحفظ لذلك مني، فقلت: سألته عن الغسل من الجنابة فقال: «تَصُبُّ الماء على يديك قبل أن تدخل يدك في إنائك، ثم تضرب بيدك إلى مرافقك، فتنقي ماثمَّة، ثم تضرب بيدك إلى الأرض، ثم تصُبُّ عليها الماء، ثم تمضمض وتستنشق وتستنثر ثلاثاً، وتغسل وجهك ثلاثاً، وذراعيك ثلاثاً، وتمسح برأسك، وتغسل قدميك، ثم تفيض الماء على رأسك ثلاثاً، وتفيض الماء على جانبيك، وتدلك من جسدك ما نالت يدك» وهو في مجموع زيد بن علي بإسناده، وفيها أيضاً: قال محمد: حدثنا جعفر، عن قاسم بن إبراهيم في غسل الجنابة كيف هو، قال: «الذي روي عن النبي ÷ أنه توضأ، فغسل يديه، ثم غسل فرجه، ثم مسح يده اليسرى بالأرض، وكان يفيض الماء على يده، ثم غسل يديه، فتمضمض واستنشق ثلاثاً،