(باب التيمم)
  «أُعطيت ثلاثاً لم يعطهن نبيٌ قبلي: جعلت الأرض لي مسجداً وطهوراً؛ قال الله تعالى: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا}[المائدة: ٦]، وأُحلّ لي المغنم ولم يحلّ لأحد قبلي، قوله: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى}[الأنفال: ٤١] ونصرت بالرعب على مسيرة شهر. وفُضلت على الأنبياء يوم القيامة بثلاث: تأتي أُمتي يوم القيامة غراً محجلين من أثر الوضوء، معروفين من بين الأُمم، ويأتي، المؤذنون أطول الناس أعناقاً ينادون بشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وليس من نبي إلا هو يحاسب يوم القيامة بذنبٍ غيري، لقوله تعالى: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ}[الفتح: ٢]
  وفي شرح التجريد: أخبرنا محمد بن عثمان النقاش قال: حدثنا الناصر # قال: حدثنا محمد بن منصور قال: حدثنا أحمد بن عيسى، عن حسين، عن أبي خالد، عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي $ قال: قال رسول الله ÷: «جعلت لي الأرض مسجداً، وترابها طهوراً». قال الله تعالى: ({فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا}[المائدة: ٦] وهذا في أصول الأحكام.
  وفيه أيضاً: وروى أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا محمد بن فضيل عن أبي مالك الأشجعي، عن ربعي عن حذيفة قال: قال رسول الله ÷: «جعلت تربتها لنا طهوراً إذا لم نجد الماء»، يعني الأرض.
  وفيه أيضاً: وروى ابن أبي شيبة قال: حدثنا ابن علية، عن أيوب، عن أبي قُلابة، عن رجل من بني عامر، عن أبي ذرٍّ، عن النبي ÷ قال: «الصعيد الطيب طهور لمن لم يجد الماء، ولو إلى عشر حجج، فإن وجدت الماء فامسسه بشرتك». وهذا في أصول الأحكام وفي الشفا.
  وفي مجموع زيد بن علي عن أبيه عن جده، عن علي $ في الجنب لا يجد الماء قال: يتيمم ويصلي، فإذا وجد الماء اغتسل ولم يعد الصلاة.