الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[مزيد من خبر من يردون عن الحوض وتعظيم حرمة آل محمد ÷]

صفحة 41 - الجزء 1

  وأخرج الحاكم هذا في مستدركه عن قيس بن أبي حازم قال: قالت عائشة وكانت تحدث نفسها أن تدفن في بيتها مع رسول الله ÷ وأبي بكر فقالت: إني أحدثت بعد رسول الله ÷ حدثاً ادفنوني مع أزواجه» ودفنت في البقيع، وقال: هذا على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.

  وفي الجامع الصغير للسيوطي عن أنس وعن حذيفة عن النبي ÷: «لَيَرِدَنَّ عليَّ ناسٌ من أصحابي إلى الحوض؛ حتى إذا رأَيتهم وعرفتهم اختلجوا دوني؛ فأقول: يا رب أصحابي أصحابي ... فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك» قال وأخرجه أحمد بن حنبل، والبخاري، والحاكم، ومسلم،.

  وروى الطبراني في الجامع الكبير عن سمرة عن النبي ÷ أنه قال: «يَرِدُ عليَّ قومٌ ممن كان معي ... فإذا رفعوا إلى رأيْتُهم اختلجوا دوني فأقول: يا رب ... أصحابي أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك» ذكره السيوطي في جامعه الكبير.

  وفي مسند عمر بن الخطاب رواية عمر بن حفص، عن عبد الله بن أبي شيبة الكوفي بإسناده إلى عمر بن الخطاب قال، قال رسول الله ÷: «إني مُمْسِكٌ بحجزكم كي تسلموا عن النار، وتغلبوني تَقَاحَمون فيها تَقاحُمَ الفراش والجنادب⁣(⁣١)، فأُوشك أن أرسل حجز كم فأفرط لكم عن، أو على الحوض» الشك من مالك «وتردون علي معاً وأشتاتاً فأعرفكم بأسمائكم وسيماكم، كما يعرف الرجل الغريبة من إبل في إبله ويذهب بكم ذات الشمال، وأناشد فيكم ربَ العالمين فأَقول: أي ربي رهطي؛ أي رب أمتي؛ فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك إنهم كانوا يمشون بعدك القهقرى».

  وفي مسند عبد الله بن مسعود روايَة عمر بن حفص، عن عبد الله بن أبي شيبه أيضاً بإسناده إلى عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله ÷: «إن الله لم يحرم حرمة إلا وقد علم أنه سيطّلعها منكم مطّلع، ألا وإني خذ بحجزكم على النار أن تتهافتوا فيها، كتهافُتِ الفراشِ والذباب والحنظب»⁣(⁣٢)


(١) جمع جندب، كدرهم: الجراد انتهى أفاده القاموس.

(٢) الحنظب بضم الظا المعجمه كقنفذ وجُندَب ذكر الجراد وذكر الخنافس، أو ضرب منه طويل أودابه مثله. انتهى من القاموس.