الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[وجوب استماع الخطبة]

صفحة 48 - الجزء 2

  وفي الشفا وروي جابر بن عبد الله رضي الله: عنهما أن النبي ÷ «كان قائمًا يخطب فقدم عيرٌ من مصر، فانفض الناس إلى العير، فبقي رسول الله ÷ مع اثني عشر رجلًا ولم ينقل أنهم رجعوا فأنزل الله تعالى {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا}⁣[الجمعة: ١١].

  وأخرج البخاري ومسلم والترمذي عن جابر ¥ قال «بينا نحن نصلي مع النبي ÷ إذ أقبلت عير تحمل طعامًا، فالتفتوا إليها حتى لم يبق مع رسول الله ÷ إلا اثنا عشر رجلًا منهم أبو بكر وعمر فنزلت {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا}⁣[الجمعة: ١١] الآية.

  وروى هذا الحديث الواحدي في أسباب نزول القران من طريقين ثم قال: قال المفسرون: أصاب أهل المدينة جوع وغلاءُ سعر فقدم دحية⁣(⁣١) بن خليفة الكلبي بتجارةٍ من الشام وضرب لها طبل يؤذن الناس بقدومها ورسول الله ÷ يخطب يوم الجمعة فخرج إليه الناس ولم يبق في المسجد إلا اثني عشر رجلًا منهم أبو بكر وعمر فنزلت هذه الآية فقال النبي ÷ ... «والذي نفس محمد بيده لوتتابعتم حتى لا يبقى منكم أحد لسال بكم الوادي نارًا» وفي الكشاف في تفسير قوله تعالى {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا}⁣[الجمعة: ١١] روي أن أهل المدينة أصابهم جوع وغلا شديد فقدم دحية بن خليفة الكلبي بتجارة من زيت الشام والنبي ÷ يخطب يوم الجمعة فقاموا إليه خشوا أن يسبقوا إليه فما بقي معه إلا يسير قيل: ثمانية، وأحد عشر، واثنى عشر، وأربعون فقال له ÷ «والذي نفس محمد بيده لو خرجوا جميعًا لأضرم الله عليهم الوادي نارًا».


(١) دحية بكسر دال وسكون مهملة وبمثناة تحتيه وعند ابن ماكو لا بفتح دال. انتهى من المغني.