الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[وقت أداء الجمعة]

صفحة 51 - الجزء 2

  ثم قام آخر فقال: أنا أصنعه إن شاء الله تعالى فقال اصنعه فإن المستثني معان موفق إن شاء الله تعالى: انطلق فاصنع لي منبرًا مرقاتين والثالثة التي أجلس عليها لكي أتبين من خلفي ومن عن يميني، ومن عن شمالي، ويسمع الناس صوتي، فلما جاء به أمره فوضعه في مقدم المسجد فلما كان يوم الجمعة صعد المنبر فسلم على الناس، ثم قال: آمين ثلاث مرات، ثم نزل من المنبر إلى جذع النخلة فضمها إليه، ثم صعد المنبر فقال أيها الناس إن جبريل أتاني فاستقبلني، ثم قال يا محمد: من أدرك أبويه أو أحدهما فمات فدخل النار، فابعده الله قل: آمين فقلت: آمين، ومن أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فمات فدخل النار فأبعده الله قل: آمين، فقلت: آمين، ومن ذكرتَ عنده فلم يصلّ عليك فمات فدخل النار فأبعده الله قل: آمين فقلت: آمين، وأما النخلة حيث احتضنتها فأنها حنت حنين الناقة إلى ولدها لفراقي إياها، فلما احتضنتها دعوت الله، فسكن ذلك منها، ولولا ذلك حنت إلى يوم القيامة».

  وأخرج البخاري ومسلم عن ابن عمر «كان النبي ÷ يخطب إلى جذع فلا اتخذ المنبر تحول إليه فحن الجذع فأتاه فمسح يده عليه».

  وأخرج أيضاً عن جابر بن عبد الله أنه «كان المسجد مسقوفا على جذع من نخل، فكان النبي ÷ إذا خطب يقوم على جذع منها، فلما وضع له المنبر، وكان عليه فسمعنا لذلك الجذع صوتًا كصوت العشار، حتى جاء النبي ÷ فوضع يده عليها فسكتت».

[وقت أداء الجمعة]

  وفي مجموع زيد بن علي @ عن أبيه عن جده عن علي $ أنه كان يصلي الجمعة، والناس فريقان، فريق يقول قد زالت الشمس، وفريق يقول لم تزل، وكان هو ~ أعلم».

  وفي أمالي أحمد بن عيسى @: قال محمد: حدثني أحمد بن عيسى عن محمد بن بكر عن أبي الجارود قال: حدثني أبو جعفر @ قال: كان علي # يصلي ركعتين قبل الجمعة من أجل أنه كان يُهَجر بها جدًا، ثم يخطب، ثم ينزل فيصلي الجمعة ركعتين، ثم يقيل بعد الجمعة».