الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[صفة صلاة الخوف]

صفحة 78 - الجزء 2

  ولا تصلى صلاة الخوف إلا في سفر، ولا تصلى في الحضر.

  وصلاة الخوف: أن يصلي الإمام بأحد الطائفتين ركعةً واحدةً ثم يقومون فيتمون الركعة الثانية ثم يسلمون والطائفة الأخرى المواقفة للعدو في سلاحهم ليس لهم شغل سوى المواقفة والحراسة لأنفسهم وإخوانهم من عدوهم بالمصافة، فإذا رجع إليهم من صلى منهم وقفوا للعدو موقفهم، ولم يزولوا حتى يتم إخوانهم من الصلاة ما أتموا ويسلموا من صلاتهم كما سلموا، فتكون كل طائفة قد أخذت من الصلاة مع الإمام ومن الحراسة لأنفسهم وإخوانهم كالذي أخذت من ذلك: الطائفة الأخرى، وهذا أحسن الوصف في صلاة الخوف وكذلك صلى رسول الله ÷ فيما صح عندنا «بلغنا ذلك عنه في غزوة غزاها يقال لها ذات الرقاع» وهذا في الجامع الكافي.

  وفي شرح التجريد روي يزيد بن رومان عن صالح بن خوات، عمن صلى مع رسول الله ÷ في يوم ذات الرقاع أن طائفة صفّوا معه وطائفة وجاه العدو فصلى بالذين معه الركعة الأولى، ثم ثبت قائمًا وأتموا لأنفسهم ثمّ انصرفوا إلى وجاه العدو وجاءت طائفة أخرى، فصلى بهم الركعة الأولى التي بقيت من صلاته، ثم ثبت جالسًا وأتموا لأنفسهم ثم سلم» قال فيه وروي مثله صالح بن خوات عن سهل بن أبي حثمة⁣(⁣١) أن النبي ÷ فعل ذلك». وفيه أيضاً وروي عن القاسم بن محمد بن أبي بكر، عن صالح بن خوات أن سهل ابن أبي حثمة أخبره أن صلاة الخوف ... فذكر نحوه».

  وفيه وزاد في ذكره الركعة الأخيرة قال «فيركع ويسجد ثم يسلم فيقومون، فيركعون الركعة الباقية، ثم يسلمون» وهو في أصول الأحكام وقال في الشفاء وأما السنة فهي أن النبي ÷ «صلى بالطائفة التي معه ركعة وثبت قائمًا حتى أتمت هذه الطائفة لأنفسهم وانصرفوا إلى وجاه العدو وجاءت الطائفة الثانية، فصلت معه الركعة الثانية، التي بقيت من صلاته وثبت جالسًا وأطال التشهد حتى أتمت الطائفة لأنفسهم ثم سلم بهم قال: فعل ذلك في غزوة ذات الرقاع».


(١) خوات بفتح الخاء المعجمة وتشديد الواو وبعد الألف تاء فوقائية، والحديث عن سهل بن أبي حثمة بفتح الحاء المهملة و سكون التاء المثلثة واسم أبي حثمة: عامر بن ساعدة الأنصاري الحارثي صحابي صغير له خمسة وعشرون حديثا اتفق البخاري ومسلم على ثلاثة وعنه صالح بن خوات وعروة بن الزبير والزهري وقال أبو حاتم بايع تحت الشجرة قال الحافظ ابن الذهي: أظنه مات في زمن معاوية تمت من الخلاصة.