الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل في رواتب الفرائض)

صفحة 106 - الجزء 2

  وفي الجامع الكافي عن أبي الجارود قال: سألت أبا جعفر # عن صلاة الضحى فقال: إنما كان بدأها أن النبي ÷ لما قدم المدينة قال: «صلاة في مَسْجدي هذا أحبُّ إلي من ألف صلاة فما سواه إلا الكعبة». فكانت الأنصار إذا زارت النبي ÷ أو جاء الرجل منهم من ضيعته إلى المدينة صلى فيه؛ فأبصر الناس الأنصار يصلونها فصلوها. فأمّا رسول الله ÷ فلم يصلها إلا يوم فتح مكة فإنه صلاها يومئذ ركعتين.

  وفي المنتخب قلت: فما تقول في صلاة الضحى قال: قد رُوي في ذلك روايات: «أن النبي ÷ صلاها يوم فتح مكة ركعتين، ولم يَعُدْ بَعْدَ ذلك لصلاتها» والمعنى عندنا في صلاته يوم فتح مكة أنه إنما صلي في وقت الفتح شكرًا لله لا أنه قصد الضحى. بل الصحيح ÷ أنه لم يصلّها قط. وروي لنا عنه بالصحيح من الرواية أنه نظر إلى رجل يصلي الضحى فقال ما له ينحر الصلاة نحره الله؟ وإنما صلاة الضحى كانت تعرف من بدو مكة وجفاتها ثم اسْتَنَّ. بها الجهال من بعد انتهى».

  وقال القاسم بن ابراهيم @ في كتاب صلاة يوم وليلة وبلغنا كثيرًا لا نحصيه أن عليًّا # رأى رجلًا يصلي صُبحًا أو ضحى فقال: ماله نحر الصلاة نحره الله؟ قال وبلغنا أن أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين $ كان يقول: ما صلى رسول الله ÷ في مسجِدِهِ الضحى قط». وقال أيضاً: بلغنا أن عليًّا # كان يقول كثيرا لبنيه: يا بَنِيّ لا أنهاكم عن الصلاة لما فيها ذكر الله ولكني اتسخط لكم خلاف رسول الله ÷.

  وفي الإنتصار عن جعفر الصادق عن أبيه الباقر عن علي $ عن الرسول ÷ أنه خرج يومًا على بعض أصحابه في بعض ليالي رمضان وهم يصلون النوافل جماعة، فقال: صلاة الضحى بدعة، وصلاة النوافل في رمضان جماعة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، ثم قال: قليل في سنَّة خير من كثيرٍ في بِدْعة. ذكره ابن بهران في كتابه تخريج البحر.

  وأخرج مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن عائشة قال: «ما سبح رسول الله ÷ سبحة الضحى قط».

  وأخرج مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: ما حدثنا أحد أنه رأى النبي ÷ يصلي الضحى غير أم هانيء