(النسك الرابع: الوقوف بعرفة)
(فصل) [الإفاضة من عرفات]
  قال الله تعالى {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ١٩٩}[البقرة]
  في الأحكام فإذا توارت الشمس عنه بالحجاب فليفض من عرفة ملبياً مقبلا نحو مزدلفة وعليه السكينة والوقار وليكثر في طريقه من قراءة القرآن والاستغفار والدعاء والتكبير، والتهليل، والإجلال لله الجليل.
  وفي شرح الاحكام قال أخبرنا السيد أبو العباس الحسني | قال أخبرنا أبو زيد هو العلوي قال: حدثنا محمد بن منصور قال: حدثنا علي بن منذر قال: حدثنا محمد بن فضيل: قال حدثنا محمد بن عبيد الله عن عطاء عن ابن عباس ¥ قال: «أفاض رسول الله ÷ من عرفات فحمل أسامة بن زيد خلفه حتى انتهى إلى جَمْع فأنزله فقال أسامة ما زلت أسمع رسول الله ÷ يلبي حتى نزلت، ثم أردف الفضل خلفه حتى انتهى إلى جمرة العقبة ثم أنزله فقال الفضل: ما زلت أسمع رسول الله ÷ يلبي حتى رمي جمرة العقبة»
[جمع العشائين في مزدلفة]
  وفي شرح التجريد روى ابن أبي شيبة أن أسامة قال: «افضت مع رسول الله ÷ من عرفات فلما كان ببعض الطريق قلت: الصلوة قال: الصلوة أمامك» ومثله في أصول الأحكام وروى زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي $ قال: «لا يصل الامام المغرب والعشاء إلا بجَمْع»
  وأخرج النسائي عن أسامة بن زيد أنه سئل عن مسير النبي ÷ في حجة الوداع