الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) في مدة الحمل وأكثره.

صفحة 300 - الجزء 3

(فصل) في مدة الحمل وأكثره.

  قال الله تعالى {وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ}⁣[لقمان: ١٤]. وقال في الآية الأخرى {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا}⁣[الأحقاف: ١٥].

  قال في شرح التجريد: أما ما ذكرناه من أن أقل الحمل ستة اشهر فلا أحفظ فيه خلافا بين العلماء إذ ورد فيه ما أخبرنا به أبو الحسين بن اسماعيل الفقيه: حدثنا الناصر: حدثنا الحسين بن يحيى بن زيد: حدثنا ابراهيم بن محمد بن ميمون عن محمد بن فضل عن أشعث عن أبيه عن رجل عن عمر «أنه أتي بامرأة قد حملت ووضعت حملها في ستة أشهر فهم بها ثم قال: ادعوا لي عليا.

  فقال ما ترى في هذه المرأة؟ قال: ما شأنها؟ فأخبره قال: إن لها في كتاب الله عذراً ثم قرأ {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا}⁣[الأحقاف: ١٥] فكأن عمر لم يقرأها». ومعناه بزيادة في الشفاء.

  وفي الأنتصار: روى «أن عثمان هم برجم امرأة أتت بولد لستة أشهر. فقال ابن عباس: أما إني لو خاصمتكم بكتاب الله لخصمتكم قال الله تعالى {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا}⁣[الأحقاف: ١٥]. وقال: {وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ}⁣[لقمان: ١٤] فجعل مدة الحمل ستة أشهر. فرجع عثمان الى قول ابن عباس».

  وفيه عن علي # انه أفتى بأن أكثر مدة الحمل أربع سنين، وهو مروي عن أم سلمة. وهو قول أكثر العترة الطاهرة. قال في الشفاء: وهو الظاهر من إجماع أئمتنا $.

  وفي سنن الدارقطني من طريق الوليد بن مسلم قال: قلت لمالك: «إني حدثت عن عائشة أنها قالت لا تزيد المرأة في حملها على سنتين ظل مغزل. فقال: سبحان الله. من يقول هذا؟ هذه جارتنا امرأة محمد بن عجلان امرأة صدق وزوجها رجل صدق حملت ثلاثة أبطن في اثنتي عشرة سنة كل بطن في أربع سنين».