الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) في انكحة الكفار:

صفحة 302 - الجزء 3

  وفي الشفاء: روى أن غيلان بن سلمة أسلم وتحته عشرة نسوة فقال له النبي ÷ «أختر أربعا، وفارق سائرهن».

  وفيه خبر: وروى أن فيروز الديلمي أسلم وتحته أختان، فقال له النبي ÷ «اختر أيتهما شئت».

  وفي رواية الترمذي من رواية بن عمر «أن غيلان بن سلمة الثقفي أسلم وله عشر نسوة فأسلمن معه فأمره رسول الله ÷ أن يتخير منهن أربعاً».

  وفي الترمذي أيضا عن فيروز الديلمي أنه قال لرسول الله ÷ أسلمت وتحتي أختان فقال له رسول الله ÷: اختر أيتهما شئت، وطلق الأخرى».

  وأخرج أبو داوود عن الحارث بن قيس أو قيس بن الحارث قال: «أسلمت وعندي ثمان نسوة فذكرت ذلك لرسول الله فقال: اختر منهن أربعاً».

  وفي أمالي أحمد بن عيسى @ عن أبي مسعود الثقفي «أنه أسلم وله تسع نسوة أربع من قريش إحداهن ابنة أبي سفيان فخيره النبي ÷ أربعا فأختار ابنة أبي سفيان في الرابعة». وقد مر بسنده ولفظه.

  قلت: وظاهر هذه الأخبار أنه يتخير من دون استئناف عقد النكاح.

  وقال في شرح الأحكام لعلي بن بلال وهذا ما لا حجة فيه لأن حديث غيلان ليس فيه أنه تزوجهن بعقده، ويمكن ان يكون تزوج الأربع اللواتي أمره بأمساكهن في عقدة، أو عقد لم يشرك في عقدتها واحدة من البواقي.

  وأما حديث ابن الديلمي فيمكن أن يكون جمع بينهما قبل تحريم الأختين فأمره باختيار واحدة بعد تحريم الجمع بينهما اختار إحداهما بعقد الشرك إذ عقد ذلك كان حلالا صحيحاً.

  ثم قال فيه وايضا: فإن ابن صاعد قال: حدثنا محمود بن خراش: حدثنا مروان بن معاوية قال: حدثنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر قال: «أسلم غيلان بن سلمة الثقفي وعنده عشر نسوة. فقال رسول الله ÷ خذ منهن أربعاً» وروى يوسف بن موسى قال: حدثنا ابن علية قال: حدثنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن جده، قال: هذا حدثهم بالبصرة بأشياء أخطأ فيها فقلت له حفظا كان يحدثهم قال: نعم حفظا فقلت فان مالكا روى عن الزهري مرسلا. قال: نعم. قال الأثرم: ذكرت لأبي عبد الله يعني أحمد بن حنبل الحديث الذي رواه البصريون عن