(فصل)
  وفي الشفاء: عن النبي ÷ أنه قال «في امرأة: إنها تُعذب في هرة كانت لا تطعمها ولا تدعها تأكل وتصطاد من خشاش الأرض».
  وأخرج هذا مسلم أيضا وأبو داود والنسائي عن جابر من الحديث الذي رواه في كسوف الشمس. ففي رواية «بعد ذكر: أنه عرضت عليه الجنة حتى لو تناولت منها مطعماً أخذته، وعرضت علي النار فرأيت فيها امرأة من بني إسرائيل تعذب في هرة لها ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش على الأرض» خشاش الأرض حشراتها.
  وهذا دال على وجوب سد الرمق لمن كان محترم الدم على المكلفين، والرمق هو الروح، والمراد أنه يجب على من معه ما يحفظ به أن يسده به، ودل على الوجوب أيضا ما مر من الآيتين.
  وأخرج أبو داود عن رافع بن مكيث أن النبي ÷ قال: «حسن الملكة نما وسوء الخلق شؤم».
  وفي رواية له: ان رسول الله ÷ قال: «حسن الملكة يمن، وسوء الخلق شؤم».
  وأخرج أيضا عن سهل بن الحنظلية قال: مر رسول الله ÷ ببعير قد لحق ظهره ببطنه فقال: «اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة فاركبوها صالحة وكلوها صالحة».
  وأخرج أبو داود أيضا عن عبد الله بن جعفر قال «أردفني رسول الله ÷ خلفه ذات يوم فأسر إلي حديثا لا احدث به أحداً من الناس، وكان أحب ما استتر به رسول الله ÷ لحاجته هدفاً أو حايش نخل قال: فدخل حائطا لرجل من الأنصار فإذا جمل فلما رأى النبي ÷ الجمل حَنَّ وذرفت عينه، فأتاه النبي ÷ فمسح ذفريه فسكت، فقال: من رب هذا الجمل؟ لمن هذا الجمل؟ فجاء فتى من الأنصار فقال: لي يا رسول الله. قال: تتقي الله في هذه البهائم التي ملكك الله إياها، فإنه شكى إلي أنك تجيعه وتُدَإبُه».
  وأخرج أيضا: عن أبي هريرة أن رسول الله ÷ قال: «بينهما رجل يمشي بطريق فاشتد عليه العطش فوجد بيراً فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث