الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل)

صفحة 394 - الجزء 3

  «للمملوك على سيده ثلاث خصال: لا يعجله على صلوته، ولا يقيمه عن طعامه، ويشبعه كل الإشباع».

  وفي الشفا عن أبي هريرة قال: «قال أبو القاسم ÷: إذا جاء أحدكم خادمه بطعامه فإن لم يجلس معه فليناوله أكله او أكلتين».

  وبمعنى هذا الخبر: أخرج البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه عنه: «إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه فقد كفاه علاجه ودخانه فليجلسه معه فإن لم يجلسه معه فليناوله أكله أو اكلتين».

  وأخرج أحمد بن حنبل وابن ماجه عن ابن مسعود بلفظ «إذا جاء خادم احدكم بطعامه فليقعده معه أو ليناول منه فإنه هو الذي ولي حَرَّه ودخانه» الأكلة: اللقمة.

  وأخرج أبو داود عن المعرور بن سويد قال: دخلنا على أبي ذر بالربذة فإذا عليه برد وعلى غلامه مثله فقلنا له: يا أبا ذر: لو أخذت برد غلامك الى بردك فكانت حلة وكسوته ثوباً غيره قال: «سمعت رسول الله ÷ يقول: «اخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم. فمن كان أخوه تحت يديه فليطعمه مما يأكل، وليكسيه مما يلبس، ولا يكلفه ما يغلبه، فإن كلفه ما يغلبه فليعنه». وأخرج معنى هذا: البخاري ومسلم وابن ماجة.

(فصل)

  في وجوب إطعام البهائم المملوكة أو بيعها أو تسييبها في مرتع حفيظ يسد جوعها ويحصل به شبعها. وفي وجوب سد رمق محترم الدم.

  قال الله تعالى {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ٢٩}⁣[النساء] وقال تعالى {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ١٩٥}⁣[البقرة] في الشفا عن النبي ÷ قال: «عذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت جوعا فدخلت النار». وأخرج هذا الخبر مسلم وغيره.