الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) [في حكم أخذ الاجرة على تعليم القرآن]

صفحة 145 - الجزء 4

  مسُدِّد قال: حدثنا ابن أبي داود عن المغير بن زياد عن عبادة بن نُسَىّ، عن الأسود بن ثعلبة الكندي، عن عبادة بن الصامت قال: «علَّمت أناساً من أهل الصُفَّة القرآن والكتابة فأهدي إلي رجل منهم قوساً وليس بمال قلت: أتقلدها في سبيل الله ø فذكرت ذلك للنبي ÷ وقص عليه القصة فقال: ان سرك أن يقلدك الله بها قوساً من نار فاقبلها». وأخرجه ابن ماجة عن عبادة بن الصامت إلا أنه قال: «إن سرك أن يُطَوِّقك الله بها طوقا من نار فاقْبَلْهَا».

  وقال في الشفا: خبر وروى الهادي إلى الحق قال: بلغنا عن زيد بن علي عن آبائه عن علي $ أنه قال: كان رجل من الأنصار يعلم القرآن في مسجد رسول الله ÷ فأتاه رجل منمن كان يعلمه بفرس فقال: هذا لك احملك عليه في سبيل الله فأتى النبي ÷ فسأله عن ذلك فقال له رسول الله ÷ «تحب أن يكون حظك غدا؟ فقال: لا والله. قال: فاردده».

  وفيه: خبر وعن عبادة بن الصامت قال: «كنت أُعَلِّم أهل الصفة القرآن فاهدى الي رجل منهم قوسا فذكرت ذلك لرسول الله ÷ فقال: إن أردت ان يطوقك الله به طوقا من نار فاقبلها».

  وأخرج ابن ماجة عن أبي بن كعب قال: «علمت رجلا القرآن فاهدى الي قوسا فذكرت ذلك للنبي ÷ فقال: إن أخذتها اخذت قوسا من نار فرددتها».

  في المجموع عن زيد بن علي @ عن أبيه عن جده عن علي $ «قال رسول الله ÷: تعلموا القرآن وتفقهوا به وعلموه الناس ولا تستأكلوهم به فانه سيأتي من بعدي قوم يقرأونه ويتفقهون يسألون الناس اولئك لا خلاق لهم عند الله ø» وقال «من قرأ القرآن وحفظه فظن أن أحداً أعطي أفضل مما أوتي فقد عظم ما حقر الله تعالى وحقر ما عظم الله ø».

  وأخرج الترمذي عن عمران بن حصين أنه مر على قاري يقرأ القرآن ثم سأل الناس به فاسترجع قال: «سمعت رسول الله ÷ يقول: من قرأ القرآن فليسأل الله تعالى فانه سيجيء أقوام يقرأون القرآن ويسألون به الناس».

  وفي الشفا: «وعن النبي ÷ أنه قال: اقرؤا القرآن ولا تغلوا فيه ولا تحفوا عنه ولا تأكلوا به ولا تستكبروا».