الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) [فيما ورد من أحاديث عن رسول الله ÷ أنه ترك في المسلمين كتاب الله تعالى وسنته وعترته أهل بيته وبيان منهم أهل بيته وما يجب على المسلم نحوهم]

صفحة 136 - الجزء 1

  وقال: وروي ذلك بأسانيد عن زيد بن أرقم، وأبي ذر ¥، وجيير بن مطعم، وغيرهم. قال صاحب المحيط: والروايات في هذا الباب كثيرة.

  وفي «حقائق المعرفة، للإمام أحمد بن سليمان # قال: قال رسول الله ÷: «أمة أخي موسى افترقت إحدى وسبعين فرقة، وافترقت أمة أخي عيسي على اثنتين وسبعين، وستفترق أُمتي من بعدي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها هالكة إلا فرقة واحدة، فلما سمع ذلك منه ÷ ضاق به المسلمون ذرعاً، وضَجُّوا بالبكاء، وأقبلوا عليه، وقالوا: يا رسول الله كيف لنا بعدك بالحق وطريق النجاة؟ وكيف لنا بمعرفة الفرقة الناجية حتى نعتمد عليها؟، فقال: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض».

  قال: والأمه مجمعة على صحة هذا الخبر، وكل فرقة من فرق الإسلام تتلقاه بالقبول.

  وأخرج مسلم، عن يزيد بن حيان قال: قال رسول الله ÷: «إني تارك فيكم ثقلين: أحدها كتاب الله، وهو حبل الله من اتّبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على ضلالة، وعترتي أهل بيتي، فقلنا: من أهل بيته نساؤه؟ قال: «أيم الله، إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر، فيطلقها، فترجع إلى أبيها وقومها: أهل بيته: أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده».

  وفي الجامع الصغير للسيوطي، عن زيد بن ثابت، عن النبي ÷ أنه قال: إني تارك فيكم خليفتين: كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض، قال: أخرجه أحمد في مسنده والطبراني في الكبير.

  وفيه أيضاً عن زيد بن أرقم عن النبي ÷ أنه قال: «أما بعد، ألا أيها الناس، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وإني تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله، فيه الهدى والنور، من استمسك به، وأخذ به، كان على الهدى، ومن أخطأه ضل، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به، وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل