الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) [فيما ورد من أحاديث عن رسول الله ÷ أنه ترك في المسلمين كتاب الله تعالى وسنته وعترته أهل بيته وبيان منهم أهل بيته وما يجب على المسلم نحوهم]

صفحة 137 - الجزء 1

  بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي ... قال: أخرجه أحمد في مسنده، وعبد بن حميد، ومسلم.

  وفي الذكر الرابع من كتاب «جواهر العقدين، للإمام العلامة علي بن عبد الله بن الحسين الحسني السمهودي الشافعي نزيل طيبة المشرفة قال: وعن زيد بن أرقم رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ÷: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا: أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله ø حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما». قال: أخرجه الترمذي في جامعه، وقال حسن غريب.

  وأخرج أحمد معناه في مسنده عن أبي سعيد الخدري ¥، ولفظه: إن رسول الله ÷ قال: «إني أوشك أن أُدعي فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فانظروا بم تخلفوني فيهما». وأخرجه أيضاً الطبراني في الأوسط وأبو يعلي وغيرهما، وسنده لا بأس به، وأخرجه الحافظ أبو محمد عبد العزيز بن الأخضر في «معالم العترة النبوية».

  وفيه أن النبي ÷، قال ذلك في حجة الوداع، وزاد: مَثَلُهُ - يعني كتاب الله - مَثَلُ سفينة نوح #، من ركبها نجا، ومثلُهمُ - أي أهل بيته - كمثل باب حطة من دخله غُفِرَت له الذنوب ... إلى قوله: بل في صحيح مسلم وغيره، عن زيد بن أرقم ¥، قال: «قام فينا رسول الله ÷ خطيباً بماءٍ يدعي خمًّا بين مكة والمدينة، فحمد الله، واثنى عليه، ووعظ، وذكَّر، ثم قال: «أما بعد، ألا أيها الناس، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب، وإني تارك فيكم ثقلين: أولها كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به»، فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: «وأهل بيتي، أذكِّركم الله تعالى في أهل بيتي، أذكِّركم الله تعالى في أهل بيتي، أذكِّركم الله تعالى في أهل بيتي». فقيل لزيد: من أهل بيته؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟، قال: بلى، إن نساءه أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده، قيل: ومن هُم؟ قال: هم آل علي، وآل عقيل، وآل