الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) [فيما ورد من أحاديث عن رسول الله ÷ أنه ترك في المسلمين كتاب الله تعالى وسنته وعترته أهل بيته وبيان منهم أهل بيته وما يجب على المسلم نحوهم]

صفحة 147 - الجزء 1

  حسان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس ^، في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ}⁣[المائدة: ٦٧] الآية: نزلت في علي بن أبي طالب #، أمر النبي ÷ بأن يبلغ فيه، فأخذ رسول الله ÷ بيد علي #، فقال من كنت مولاه، فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه.

  وفيه أيضاً قال، وبالإسناد المتقدم، ومن تفسير الثعلي أيضاً، في تفسير قوله تعالى: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ١}⁣[المعارج] بالاسناد المتقدم قال: وسئل سفيان بن عيينة عن قول الله ø: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ١}⁣[المعارج] فيمن نزلت؟ فقال: لقد سألتني عن مسئلة ما سالني عنها أحد قبلك، حدثني جعفر بن محمد، عن آبائه $ قال: «لما كان رسول الله ÷ بغدير خُمّ نادى الناس، فاجتمعوا، فأخذ، بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه».، فشاع ذلك، وطار في البلاد، فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري، فأتي رسول الله ÷ على ناقته، حتى أتى الأبطح فنزل عن ناقته، فأناخها، وعقلها، ثم أتى النبي ÷، وهو في ملاءٍ من أصحابه، فقال: يا محمد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، فقبلناه منك، وأمرتنا أن نصلي خمساً، فقبلناه منك، وأمرتنا أن نصوم شهراً، فقبلناه منك، وأمرتنا أن نحج البيت، فقبلناه منك، ثم لم ترض بهذا، حتى رفعت بضبعي إبن عمك، ففضلته علينا، وقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه، وهذا شيء. منك، أم من الله، فقال ÷: والذي لا إله إلا هو إنه من أمر الله، فولّي الحارث بن النعمان يريد راحلته، وهو يقول: اللهم إن كان ما يقول محمد حقاً، فأمطر علينا حجارة من السماء، أو فأتنا بعذاب أليم، فما وصل إليها حتى رماه الله بحجر، فسقط على هامته، وخرج من دبره فقتلته، وأنزل الله: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ١ لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ٢}⁣[المعارج].

  وفيه أيضاً من الجمع بين الصحيحين للحميدي الحديث الخامس من أفراد مسلم، ابن أبي أوفي بالإسناد المتقدم، قال: عن يزيد بن حيان. قال: انطلقنا أنا وحصين بن سبرة، وعمر بن مسلم، إلى زيد بن أرقم، فلما جلسنا إليه قال، حصين: لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً، حدِّثنا با زيد ما سمعت من رسول الله ÷ قال: يا ابن أخي، والله لقد كبرت سني، وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله ÷، فما حدثتكم به فاقبلوه، وما لا فلا تكلفونيه، ثم قال: قام رسول الله ÷