(فصل) [فيما ورد من أحاديث عن رسول الله ÷ أنه ترك في المسلمين كتاب الله تعالى وسنته وعترته أهل بيته وبيان منهم أهل بيته وما يجب على المسلم نحوهم]
  قال: وحدثنا محمد بن بكار من الزيّات، حدثنا حسان - يعني بن إبراهيم - عن سعيد، وهو ابن مسروق عن يزيد بن حبان، عن زيد بن أرقم، قال: دخلنا عليه، فقلنا له: لقد صاحبت رسول الله ÷، وصليت خلفه، وساق الحديث بنحو حديث أبي حيان، غير أنه قال: ألا وإني تارك فيكم ثقلين: أحدهما هو كتاب الله، من تبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على ضلالة». وفيه فقلنا أهل بيته نساؤة؟ قال لا وأيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر ثم الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها أو إلى أهلها وقومها: أهل بيته أهله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده.
  وفيه أيضاً، ومن تفسير الثعلبي في تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ}[المائدة: ٦٧] قال: قال أبو جعفر محمد بن علي @: معناه بلغ ما أنزل اليك من ربك، في فضل علي بن أبي طالب #، قال: وفي نسخة اخرى أنه قال #: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك في علي. وقال: هكذا أنزلت. رواه جعفر بن محمد بن علي @، فلما نزلت هذه الآية أخذ رسول الله ÷ بيد علي # وقال: «من كنت مولاه فعلي مولاه».
  وفيه أيضاً، وبالإسناد المتقدم قال: أخبرنا أبو القاسم يعقوب بن أحمد بن السري، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله، حدثنا مسلم الكجي، حدثنا ابن منهال، حدثنا حماد، عن علي بن زيد، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب قال: «لما اقبلنا مع رسول الله ÷ في حجة الوداع بغدير خم، فنادى: أن الصلاة جامعة، وكُسِحَ للنبي ÷ تحت شجرتين، فأخذ بيد علي #، فقال: ألستُ أولى بالمسلمين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ألستُ أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى. قال: هذا مولى من أنا مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، قال: فلقيه عمر. فقال: هنيئاً لك يا أبا الحسن أصبحت مولى كل مؤمن و مؤمنة».
  وفيه أيضاً بالإسناد المتقدم قال: أخبرني أبو محمد عبد الله بن محمد القاضي، حدثنا أبو الحسين محمد بن عثمان النّصيبيني، حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين، عن