الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(باب الأشربة)

صفحة 396 - الجزء 4

  وهو وفي شرح الأحكام لعلي بن بلال | فإن قالوا: قد روى عمر بن الخطاب وهو ما أخبرنا أبو بكر المقري قال: حدثنا الطحاوي قال: حدثنا فهد قال: حدثنا عمر بن حفص قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الاعمش قال: حدثني ابراهيم وهو النخعي عن همام بن الحارث عن عمر أنه كان في سفر فاتي بنبيذ فشرب منه، فقطب ثم قال: إن نبيذ الطائف له⁣(⁣١) عرام فذكر شدة لا أحفظها، ثم دعا بما، فصب عليه ثم شرب.

  وأخبرنا أبو بكر قال حدثنا الطحاوي قال: حدثنا أبو بكره قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا زهير بن معاوية عن أبي اسحاق، عن عمرو بن ميمون، قال: شهدت عمر بن الخطاب حين طعن فجاء الطبيب فقال: «أي الشراب أحب إليك قال: النبيذ فأُتي نبيذ فشربه فخرج من إحدى طعنتبه».

  قيل لهم: قد روى عنه خلاف ذلك قال في الشرح المذكور وهو ما أخبرنا أبو بكر المقري قال حدثنا الطحاوي قال: حدثنا بن أبي داود قال: حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال: حدثني السايب بن يزيد أن عمر بن الخطاب خرج فصلى على جنازة ثم أقبل على القوم فقال: لهم إني وجدت آنفا من عبيد الله بن عمر ريح الشراب فسأله عمر عنه فزعم أنه طلا وأنه ساءل عنه فإن كان يسكر جلدته قال: ثم شهدت عمر بعد ذلك وقد جلد عبيد الله ثمانين في ريح الشراب الذي وجد منه.

  وفيه: وأخبرنا أبو بكر قال: حدثنا الطحاوي قال: حدثنا يونس قال: أخبرنا ابن وهب أن مالكا حدثه عن ابن شهاب عن السايب بن يزيد أنه أخبره «أن عمر بن الخطاب خرج عليهم فقال إني وجدت من فلان ريح الشراب فزعم أنه طلا وأنا سايل عما شرب فإن كان مسكراً جلدته. فجلده عمر الجلد تاما» فهذى عمر قد حد في الشراب الذي يسكر.

  في أصول الأحكام وعن النبي ÷ «أنه لما نزل تحريم الخمر أمر بإراقة خمر الأيتام» وفيه وعن أنس قال «جاء رجل إلى النبي ÷ في حجره يتيم وكان عنده خمر حين حرمت الخمر فقال: يا رسول الله نصنعها خلاً قال: لا. فصبه حتى سال الوادي» وهما في الشفا.


(١) العرام بالضم الشدة انتهى.