الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) (في بعض أداب الشرب)

صفحة 399 - الجزء 4

  ومن آداب الشرب: البسملة عند أوله والحمد لله عند آخره «لحديث كل أمر ذي بال لم يبدأ فيه بسم الله فهو ابتر» وسائر الروايات المتعلقة بالإبتدا بالتسمية وفي أمالي أبي طالب # حدثنا السيد الإمام أبو طالب يحيى بن الحسين الحسني # قال: حدثنا أبو الحسين علي بن محمد البحري سنة خمسين وثلثمائة قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بمصر سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مائة قال: حدثنا أبي قال حدثنا أبو ضميرة أنس بن عياض الليثي قال: حدثني عبد الله بن عباد الاسلمي عن أبي عبيد، مولى سليمان بن عبد الملك عن نعيم بن سلامة عن رجل من بني سليم وكانت له صحبة قال: «كان النبي ÷ إذا أكل فقضى أكله قال: اللهم لك الحمد، أطعمت، وأسقيت، وأرويت، فلك الحمد، غير مكفور، ولا مودع، ولا مستغنى عنك».

  دل على ان المرء إذا قضى أكله أو شربه قال هذا التحميد. وفي الجامع الصغير للسيوطي عن أبي أيوب قال «كان رسول الله ÷ إذا أكل أو شرب قال الحمد لله الذي أطعم وسقى وسوغه وجعل له مخرجا» قال: أخرجه أبو داود، والنسائي، وابن حبان، وفيه قال: «كان رسول الله ÷ إذا فرغ من طعامه قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين» قال أخرجه أحمد، والأربعة، والضيا، عن أبي سعيد.

  وأخرج ابن ماجة عن ابن عباس ان النبي ÷ «كان لا ينفخ في طعام ولا شراب ولا يتنفس في الإناء».

  وأخرج الطبراني في الاوسط عن ابن مسعود «كان رسول الله ÷ إذا شرب تنفس في الإناء ثلاثا، يسمى عند كل نفس ويشكر في آخرهن» وأخرج ابن ماجة عن انس أنه كان يتنفس في الإناء ثلاثاً وزعم «ان رسول الله ÷ كان يتنفس في الاناء ثلاثا».

  وأخرج هو والترمذي عن ابن عباس «أن رسول الله ÷ شرب فتنفس فيه مرتين».

  قلت: أي تنفس عند الشرب مرتين لا في الإناء وفَعَلَه تَبْيِيْناً للجواز والأولى أن لا يكون في الإناء لما ثبت عند ابن ماجة في الحديث المتقدم المروي عن ابن عباس